العديد من العوامل ساهمت في جعل اللغة الإسبانية تختلف عن باقى اللغات ذات الأصل اللاتيني وأهم هذه العوامل تأثّرها باللغة العربية، بدأ التأثير العربي فى إسبانيا من قبل انأننعرفها بهذا الأسم، وذلك منذ أن وصلت أول مجموعة عربية للجزيرة الأيبيريه عن طريق جبل طارق بقيادة طارق بن زياد عام 711 م. كانت الأرض مقسمة إلى عدة ممالك مستقلة، ثم ما لبث أن توقف الزحف العربى عند مدينة “Poitiers” الفرنسية عام 732 م، وهذا يعلل كيف أن مناطق الشمال الشرقى من الجزيرة كانت أقل تأثراً باللغة العربية عن غيرها من المناطق، ومن هنا تأثرت اللغه الكتلانية (Catalán) تأثراً طفيفاً ببعض اللغويات العربية، فى حين توجد بكثرة كلمات ذات أصل عربى فى اللغة القشتالية (Castellano) حيث يقدر عدد الكلمات العربية بأربعة آلاف كلمة وتستخدم بكثرة فى المنطقة الجنوبية من الجزيرة.
العلوم
من الجدير بالذكر أن المسلمون قدَّموا لإسبانيا الكثير من التأثيرات في مجال العلوم؛ حيث كانوا أول من قدّم إبداعات ثقافية وحضارية مثل علم الكيمياء (química) والجبر( el álgebra) والشطرنج (el ajedrez) واستخدموا الأرقام العربية بدلاً من الأرقام الرومانية أيضاً فكرة الصفر وفلسفة أرسطو والتى لم تكن تعرفها باقي أوروبا.
الموسيقى
ساهم المسلمون فى مجال الموسيقى والأدوات الموسيقية والألحان، وهو ما يعرف اليوم بآلة الغيتار، وموسيقى الفلامنكو والتى تشبه إلى حد كبير الموسيقى التقليديه للشمال الافريقي.
الطهى
وحتى لا ننسى مجال الطهى، أدخل العرب استخدام الأعشاب والتوابل فى الطهي والأهمية البالغة للحمص والذى كانت أوروبا تجهله والذي أصبح فيما بعد في إسبانيا شيء خاص ومميز.
اللغة
ويذكر بعض اللغويين أن الكلمات العربية فى اللغة القشتالية (castellano) لها عدة خصائص: فأغلبية الكلمات عبارة عن أسماء وأماكن والقليل من الصفات والأفعال وحرف جر واحد هو حرف الجر حتى (hasta). أيضاً من عجائب الكلمات العربية فى اللغة الإسبانية وجود الكثير من الكلمات التي تأتي معاً، واحده من أصل عربي والأخرى من أصل لاتينى للإشارة إلى نفس الشيء، مثلاً :
- aceitunay oliva زيتون
- alacrán y scorpion عقرب
- aceitey óleo زيت
- jaqueca y migraña صداع نصفى
الأماكن
أما عن الأماكن فإن التأثير العربى واضح جداً فى هذا الجانب. فإذا خرجنا من الجزيره الخضراء (Algeciras) معاً إلى جبل طارق (Gibraltar)، وسافرنا نحو الشمال وعبرنا نهر الوادى الكبير (Guadalquibir) وصولاً إلى وادي الحجاره (Guadalajara). كل هذه التضاريس الجغرافيه والأماكن ذات أصل عربي.
هذا لا يدعو للغرابه فالإسبان اليوم يجذبهم كل ما هو عربى خاصة في المعالم، فمسجد قرطبة وقصر الحمراء أو الخيرالدة الإشبيلية تعد من روائع المعمار الإسلامي، وأيضاً بسبب الحضور الهام للمهاجرين من أصل مغاربي وخصوصاً المغاربه فى جنوب إسبانيا حيث تتقارب ثقافتنا معاً ويدعوننا لزيارة هذا البلد القريب جداً والبعيد جداً في نفس الوقت. المغرب التى تقع على بعد 14 كيلومتر فقط من سواحلنا والتى تستقطب كل عام العديد من السائحين الإسبان الذين يملؤهم الشغف لاكتشاف جارنا في الجنوب.
ترجمة رهام إبراهيم خليل، المصدر
http://www.donquijote.org/cultura/espana/sociedad/costumbres/la-influencia-arabe