هل جسر فالدسوتوس أندلسي؟

هل جسر فالدسوتوس أندلسي؟

على ضفاف أحد روافد وادي الرملة قرب قرية فالدسوتوس التي تقع شمال مدينة وادي الحجارة يوجد هذا الجسر الحجري الذي حافظ على نفسه ضدّ قساوة الفصول ونسيان الزّمن.

كنت متّجهاً إلى مدينة أنتيسة عبر طريق بلدّي، أمرني جهاز “الجي بي اس/ GPS” بالسير في جهته المعاكسة، لكنّني فضّلت أن أتّبع حدسي وأتوغّل في تلال ما كان سابقاً يعرفُ بالثّغر الأدنى. كان الجهاز محقّا؛ فالطّريق ينتهي عند قرية فالدسوتوس،رجعت على أعقابي قبل أن أوقف السّيارة عند جسر كان يتراءى لي من بين أشجار الزيتون المغروسة على حافة وادي الخاراما (أحد الوديان الثلاثة التي تصبّ في نهر التّاج الكبير إضافة إلى وادي الرّملة و وادي البرج). توقفت ونزلت إلى الجسر لأتحسّسه عن قرب. كان الجوّ بارداً جدّاً إلى درجة تجمّد حواشي الجدول فلم أستطع النزول تحت الجسر بسبب الجليد والزّلق.

يتكوّن الجسر من ثلاثة أقواس، قوسان صغيران من اليمين ومن اليسار وقوس كبير يتوسّطه،القوس الأوسط مرتفع الوسط حيث يسقط ثقل الجسر الذي بني بالحجارة المرصوصة، يبلغ عرض الجسر حوالي المترين ونصف المتر وارتفاعه حوالي الستة أمتار وطوله حوالي خمسة وعشرون متراً.

يسمّى هذا الجسر في المنطقة بالجسر الرّوماني ولكنّه جسر من القرون الوسطى(1) يرجحّ بناؤه في أوائل القرن الحادي عشر للميلاد.

هل الجسر إسلامي ؟

لم أعثر على بحث أكاديمي يتعرض لهذا الجسر كيف نخرج بحكم نهائي حوله، و لم أجد له ذكراً في المصادر خاصّة أنّه في مكان منعزل عن قرى الأندلس الكبيرة آنذاك كأنتيسة ووادي الحجارة ومجريط. ولكن ما يدفعنا للشّك في رجوعه للفترة الإسلامية هو تواجده في منطقة تابعة للحكم الإسلامي إبّان فترة تأسيسه، حيث لم تسقط المنطقة في يد القشتاليين إلاّ بعد سقوط طليطلة في أواخر القرن الحادي عشر.

نمط الهندسة وعرض الجسر أيضاً كلها تفاصيل ترجّح أن يكون هذا الجسر جسراً أندلسيّاً، حيث يبلغ عرضه 5 أذرع رشاشية تماماً(2) على عادة جسور الأندلس قبل فترة ملوك الطّوائف، كما أنّ هناك تشابه مع نمط بناء بعض الجسور الأندلسية التي بنيت في نفس الفترة مثل جسر كراجال. (3)


(1) موقع بلدية فالدسوتوس

(2) الذراع الرشاشي نسبة إلى رشاش الذي استعمل ذراعه كوحدة للقياس و قدرها ثلاثة أشبار و يقابلها بالسنتمتر حوالي 51 سم (ابن الفرضي -تاريخ علماء الأندلس، الحميري- الروض المعطار ص 55 ج 1)

(3)يقع هذا الجسر في مقاطعة مدريد.

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *