موشحة الهوى الأندلسي – للشاعر أحمد المسّاح

موشحة الهوى الأندلسي – للشاعر أحمد المسّاح

للشاعر : أحمد المسّاح

لِهَوَاكِ الفاتِنِ يَستَعِرُ * قَلْبٌ بِغرَامِكِ يأتَمِرُ

يَندُبُ أَطْلالاً مَا فَتِئَتْ * بِعيُونِ قَصِيدِيَ تَنْفَجِرُ

********

يا حادِي العِيسِ أعِدْ قلْبِي * إنْ كانَ مسيرُكَ للغَرْبِ

واسأَلْ مَنْ مرَّ من الرَّكْبِ * عمَّنْ بالحُسْنِ سَبَتْ لُبِّي

فَأَنَا لِلأوْبَةِ منتَظِرُ

********

منْ يُخبِرُهَا أنَّا اشْتقْنَا * مَنْ يُعلِمُها أنَّا تُقْنَا

مَنْ يَنقُلُ عنَّا مَا ذُقْنَا * لَمَّا لِهَواهَا قدْ سُقْنَا

نَفْساً وَفُؤاداً يَنفَطِرُ

********

بَعدَ نَواهَا طَالَ عَذَابِي *وَبَكَى لِمُصابِي أصْحَابِي

ووَفِيٌّ يرتَقِبُ جَوَابِي * لسُؤالٍ يَطرُقُ أبْوَابِي

عَمَّا في صَدرِيَ يَستَتِرُ

********

يَسْألُنِي مَاذَا أَلتَمِسُ * بِبُكَائِي طَلَلاً يَندَرِسُ

فَأجَبْتُ وَدَمْعِيَ منْبَجِسُ * يَا عَاذِلُ هَذِي الأنْدَلُسُ

ورِثاها عندِيَ مُستَطَرُ

********

يا ليتَ غداةَ أتى الطَّارِقْ * لَبَّاهَا مُوسَى أوْ طَارِقْ

بسُيُوفٍ في البَأْسِ خَوَارِقْ * لا بفُنُونٍ أوْ بِنَمَارِقْ

تُلْهِي الفُرْسَانَ فتنْكَسِرُ

********

يَا قُرْطبَةَ المَجْدِ المَاثِلْ * يَا دَاراً للمُلْكِ الزَّائِلْ

أيْنَ بنُوكِ وَأينَ الدَّاخِلْ * أيْنَ الحَاجِبُ ذاكَ الصَّائِلْ

ليَطِيبَ لَنَا فِيكِ السَّمَرُ

********

أبْصَرْتُ مَنَارَةَ مَسْجِدِنَا * وَمَرَرْتُ هنَاكَ بمَعْهَدِنَا

وبَكَيتُ لغَيْبَةِ فَرْقَدِنَا * لكنَّا نَطْمَحُ في غَدِنَا

أنْ نُبْصِرَ نُورَكِ ينتَشِرُ

********

كمْ عَاشَت في ظُلَمِ الظُّلْمِ * كمْ حُرِمَت مِنْ نُورِ العِلْمِ

حتَّى شدْنَا أَعْدلَ حُكْمِ * وَرَحِمْنَا لكنْ في حَزْمِ

واللِّينُ بِلا حَزْمٍ خَطرُ

********

مَا أحْسنَ رَوْضَ مَغَانِيها * يَزْدادُ فُؤادِي بهَا تِيها

مَا أجْملَ مَا شدْنا فِيها * مَا أقْبحَ جُرْمَ أَعَادِيها

بِصَليبِ الحقْدِ بها غَدَرُوا

********

بتَرَاحُمِنا وتَوَحُّدِنَا * سُدْنَا ذَا سِرُّ تفَرُّدِنَا

حتَّى هُنَّا بتَعَدُّدِنَا * وَقَطعنا حَبلَ توَدُّدِنَا

فهُناكَ بَدَأنَا ننحدِرُ

********

في كلَِّ بِلادٍ مملَكةٌ * ولها بالبَاطلِ مَعرَكةٌ

دوماً للإخْوةِ مُهلِكةٌ * وأمامَ الباغي مُنهَكَةٌ

فيُبيدُ الكُلَّ ولا يَذَرُ

********

وَعَدُوٍّ جاءَ معَ اللَّيْلِ * يكتسحُ سَريعاً كالسَّيْلِ

بالغَدرِ وَأصْنافِ الوَيْلِ * ومُلُوك صارُوا كالذَّيْلِ

لعَدُوٍّ أغرَاهُ البَطَرُ

********

فهَوتْ منْ بعدِ تفرُّقِنا * وعَلَتْ رايَاتُ تمزُّقِنا

ومضَتْ أزمَانُ تألُّقِنا * وسئِمْنا لَحْنَ تَحَرُّقِنَا

يُشجِينَا الدَّهرَ ونَصْطَبِرُ

********

سِرْ وانظرْ قَصرَ الحمْرَاءِ * عَالٍ كعلوِّ الخضْرَاءِ

خذلتْهُ عَبيدُ الصَّفْرَاءِ * كَمْ أبْكَى دَهْراً منْ راءِ

بدموعٍ أسفاً تنهمِرُ

********

يا دُرَّةَ أرْضِ الإسْلامِ * أَهدَيتُكِ جَوهَرةَ نِظَامي

فهَبِيني وصلَكِ في عَامي * في عزٍّ مرفوعَ الهامِ

عَلِّي بلقائِكِ أدَّكِرُ

لِهَوَاكِ الفاتِنِ يَستَعِرُ *قَلْبٌ بِغرَامِكِ يأتَمِرُ

يَندُبُ أَطْلالاً مَا فَتِئَتْ * بِعيُونِ قَصِيدِيَ تَنْفَجِرُ

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *