هذه اللوحة الفرنسية الشهيرة التي رسمت سنة 1878م، تجسّد مذبحة بني سراج في قصر الحمراء بغرناطة، لعل قصة المذبحة من بين أشهر الحكايات الشعبية المتوارثة في التراث الأندلسي عن ملوك بني الأحمر، إذ لا يمر دليل سياحي بقصر الحمراء إلا و اقتاد السائحين إلى قاعة رائعة الزخارف و الشكل، وعلى بلاطها بعض البقع حيث يزعمون أنها من دم بني سراج، وأنها تأبى الزوال على الرغم من تكرار الغسل والتنظيف، بل ويذهبون إلى التأكيد بأن القاعة تعرف صراخاً واستغاثات بالليل وأنين، كأن أرواح بني سراج لا تزال بها.وبنو سراج هم أسرة عريقة و نبيلة بغرناطة، كان لها شأن في الريادة والحكم، ويروي المؤرخون الغرب أن يوسف بن سراج تمتع بنفوذ قوي زمن الأمير الغرناطي محمد بن نصر الملقب بالحيدري، وقد تمكّن من بسط سيطرته على مقاليد الحكم وتمكين أولاده سليم ونصر وأحمد من مناصب هامة في المملكة، كما يذهبون أن بني سراج عقدوا صفقات سرية مع ملوك قشتالة لمساعدتهم على الضغط على بني الأحمر، مثلما حدث من تدخل للملك خوان في تولية أمير غرناطة اسماعيل بن نصر سنة 1554م بوساطة من بني سراج.
غير أن خلفه أبا الحسن ـ والد أبي عبد الله الصغير ـ (1464 1485)، لم ينتهج نفس سياسة التقرّب مع بني سراج واختار وزراء غيرهم، قبل أن تتحول قصة زواجه الثانية من القشتالية “ايزابيلا دي سوليس” (الملقبة بالثريا والتي سترتد هي وأبناؤها بعد السقوط) إلى زوبعة سياسية داخلية هزّت أرجاء البلاد المتهالكة، جعلت بني سراج يهرعون إلى خصومه في السر للإطاحة به.
فما كان من أبي الحسن (حسب الرواية الغربية) إلا أن أعدّ وليمة ضخمة بإيحاء من وزيره أبي القاسم، دعا إليها كل خصومه من بني سراج و غيرهم للتصالح، وما كان منه بعد أن جمعهم في القاعة الكبرى إلا أن أعطى الأمر لحرسه بإعدام الحضور بحد السيف، حيث لم ينج أحد منهم من خيرة فرسان غرناطة، وسميّت القاعة من يومها باسمهم وأُغلقت أبوابها.
غير أن خلفه أبا الحسن ـ والد أبي عبد الله الصغير ـ (1464 1485)، لم ينتهج نفس سياسة التقرّب مع بني سراج واختار وزراء غيرهم، قبل أن تتحول قصة زواجه الثانية من القشتالية “ايزابيلا دي سوليس” (الملقبة بالثريا والتي سترتد هي وأبناؤها بعد السقوط) إلى زوبعة سياسية داخلية هزّت أرجاء البلاد المتهالكة، جعلت بني سراج يهرعون إلى خصومه في السر للإطاحة به.
فما كان من أبي الحسن (حسب الرواية الغربية) إلا أن أعدّ وليمة ضخمة بإيحاء من وزيره أبي القاسم، دعا إليها كل خصومه من بني سراج و غيرهم للتصالح، وما كان منه بعد أن جمعهم في القاعة الكبرى إلا أن أعطى الأمر لحرسه بإعدام الحضور بحد السيف، حيث لم ينج أحد منهم من خيرة فرسان غرناطة، وسميّت القاعة من يومها باسمهم وأُغلقت أبوابها.
في الواقع يلزم بحث عميق لدراسة أحداث هذه القصة الشعبية الإسبانية عن ملوك بني الأحمر. وما هو مؤكد أن الإرث العربي في الأندلس غذّى المخيلات عبر التاريخ في حكايات تكاد تكون أقرب إلى حكايات ألف ليلة وليلة ببطلها هارون الرشيد ووزيره البرمكي، ولياليهم الملاح وجواريهم الحسان، حكايات لا تزال إلى اليوم حاضرة في قصص الجدات والحُكاة عن زمن سحري قد مضى.