تم افتتاح المتحف في أكتوبر 2009. وهو عبارة عن مجمع من البنايات الحديثة ذات الفضاءات المتعددة. يُشكل المجمع/ المتحف نقطة إنطلاقة لزيارة أطلال مدينة الزهراء. حيث يعمل على تقديم وعرض معلومات تخص المدينة الأثرية بالإضافة إلى عرض أهم القطع الأثرية التي عُثِرَ عليها أثناء عمليات التنقيب. تم إنشاء المتحف ليشكل بنية تحتية مخصصة لحماية وإدارة الآثار التي تم العثور عليها بصفة تليق بعظمة مدينة الخلافة.
مدينة الزهراء هي المدينة الأندلسية الملكية المشهورة، تقع على بعد 30 كم من قرطبة. وتشتهر بعمارتها وما استخدم فيها من الذهب والرخام. قام ببنائها الخليفة الأموي عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر في بين أعوام 936 و940 م. ازدهرت لنحو 80 عاماً، ثم هُجِرت وخُرِبت.انطمرت المدينة ولم يعد اكتشافها إلا عام 1911. الحفريات الأثرية أظهرت حتى الآن نحو 10% من مباني المدينة البالغ مساحتها 112 هكتاراً.
جاء تشييد المتحف كحل للمشكلة القائمة منذ 1911 . فمع بدء عمليات التنقيب في المدينة الأثرية، و ملاحظة أهمية ووفرة المواد المكتشفة أمام عدم وجود مساحات كافية لتخزينها وحمايتها و عرضها، جاءت فكرة إنشاء المتحف.
شُيِّد في موقع غير بعيد عن الزهراء وفي نفس الوقت في مكان لا يمكن أن يعترض آثارها أو أن يعرقل أي حفريات مستقبلية بالمدينة. كما أن طريقة تشييده تعكس ذكاءا معماريا بحيث جاء مخفيا بشكل جزئي تحت الأرض حتى يتأمل الزائر الطبيعة التاريخية المحيطة به وحتى لا يقلِص تصميم المتحف الخارجي الدور الريادي الذي تلعبه مدينة الزهراء بالمنطقة.
تنقسم البناية إلى ثلاثة طوابق. من بينها اثنان تحت الأرض . أشرف على المشروع المهندسين Fuensanta Nieto و Enrique Sobejano. في سنة 2010 تم منح البناية “جائزة آغا خان للعمارة” . و هي جائزة معمارية أنشأها آغا خان الرابع في عام 1977، و تهدف إلى تحديد ومكافأة المفاهيم المعمارية التي تلبي احتياجات وتطلعات المجتمعات الإسلامية أو المتعلقة بها في مجالات التصميم المعاصر والإسكان الاجتماعي وتنمية المجتمع وتحسين وترميم وإعادة الاستخدام والمناطق التي تحتاج للحفظ، فضلا عن تصميم المناظر الطبيعية وتحسين البيئة. الجائزة هي جائزة نقدية مجموعها مليون دولار أمريكي. كما نال المتحف جائزة Piranesi de Roma سنة 2011 . وهي جائزة عالمية تعمل على تقدير أهم المشاريع المعمارية التي تنجز في البلدان الإسلامية أو المتعلقة بها. كما نال المتحف جائزة “متحف السنة” على المستوى الأوروبي أو “جائزة المتحف الأوروبي لعام 2012″.
يضم المجمع/ المتحف الخدمات التالية:
في ساحة العرض الثقافية :
– قاعة لعرض مواد وثائقية بالصوت والصورة عن المدينة. حيث يتم عرض أفلام وأشرطة وثائقية قصيرة جدا بمعدل مرة في كل نصف ساعة. كما تُخصصُ القاعة لعقد مؤتمرات.
– معرض دائم: يستعرض تاريخ، مكانة و مفهوم مدينة الزهراء عبر عرض صور وخرائط ومعلومات عن المدينة وعن المجتمع الأندلسي وكذلك عبر دمج الزائر في موارد تفاعلية سمعية بصرية .كالوقوف على بعض الشاشات الصغيرة الموزعة في أرجاء المتحف بعضها يعرض فيديوهات تشرح التقنيات المتبعة في بناء مدينة الزهراء . وأخرى صوتية تقدم معلومات تاريخية.
كما يتم عرض معلومات عن مجتمع الزهراء وعن المجتمع الأندلسي بشكل عام:
هذا بالإضافة إلى عرض القطع الأثرية الخاصة بالمدينة:
قطع أثرية معمارية من الزهراء:
قطع تعود لشخصيات أندلسية شهيرة:

نسخة طبق الأصل عن صندوق يعود لولاّدة (المواد: عاج منحوت وبرونز ذهبي) 966م القطعة الأصلية في متحف Instituto Valencia de Don Juan بمدريد

نسخة طبق الأصل عن صندوق يعود لولاّدة (المواد: عاج منحوت وبرونز ذهبي) 966م القطعة الأصلية في متحف Instituto Valencia de Don Juan بمدريد

نسخة طبق الأصل عن صندوق لهشام الثاني (المواد : فضة وخشب) 976م توجد القطعة الأصلية حاليا في كاتدرائية جرندة (بالإسبانية: Gerona خيرونا)
معروضات من أثاث الزهراء :
مسكوكات:
هذا بالإضافة إلى:
– مكتبة متخصصة: تستعرض موادا تتطرق للعالم الإسلامي، الأندلس والزهراء.
– حجرة دراسية: مخصصة لاستقبال المدارس العامة وعقد أنشطة مدرسية تُعرِّفُ بمدينة الزهراء.
– قاعة للندوات.
أما فضاء الصيانة والحفظ فيتكون من :
– مخازن حيث يتم حفظ المواد الأثرية في ظروف ملائمة.
– وِرش إصلاحية لصيانة الآثار وحفظها وللقيام بأي تعديلات وقائية.
– مركز الوثائق حيث يتم تنظيم، تصنيف وتخزين الوثائق سواءا الإدارية أو الخاصة بالبحث العلمي.
– مكاتب للعمل الإداري وللبحث العلمي الخاص بتقنيي الآثار. حيث يتم استقبال أيضا بعض الموظفين المنتمين لمراكز أخرى.
– متجر لاقتناء مجلات، كتب و تذكارات.
– مقهى ومطعم.
انطلاقا من متحف الزهراء يستطيع الزائر التوجه لأطلال الزهراء عبر سيارة أجرة أو الحافلة السياحية التي تربط المتحف بالزهراء. تبلغ تسعيرة النقل اثنان أورو. وهي متوفرة كل 15 دقيقة.
سميرة فخرالدين