ماذا تعرف عن “مانسا موسى” ؟

– وسّع دولته لتضم مناجم الذهب في غينيا بالجنوب. في عهده صارت عاصمته “تمبكتو” محط القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال. ولذك فقد وضع الكشافة الإسبان صورتة ممسكاً بالذهب في قلب أفريقيا على خارطة أطلس الكتلان.– في واحدة من أهم تفاصيل رحلاته والتي تعكس حجم قوته ونفوذه الإقتصادي، رحلته للحج نحو مكة عام 1324، ونستطيع من هذه الرحلة معرفة ما بلغته “مالي” من نجاح في عهده، حيث رافقه فيها أكثر من 60 ألفاً من البشر وألفاً من الجمال التي تحمل المؤونة بالإضافة إلى 100 من الجمال التي حمل كل واحد منها 100 رطل من الذهب!.
– لو قدرنا أونصة الذهب بتقديرها الحالي البالغ “600 $” تقريباً، وأن كل واحد من تلك الجمال المائة حمل 100 رطل من الذهب فإن مجموع الثروة التي حملها تعادل 96 مليون دولار من العملة الأمريكية المعاصرة!.
– ليس من المستغرب من هذه المعلومات تصديق بعض الروايات التي تتعلق بهذه الرحلة من إشارة إلى أن إقتصاديات دول عدة قد تغيرت جذرياً بمرور قافلة مانسا موسى عبرها.
– ومع ذلك فإن ما خلّفته حملة مانسا موسى للحج لم تكن مقتصرة على الذهب والثروات فقط، بل بالغزارة المعرفية والمعلومات الضرورية التي تشير إلى حجم دور المسلمين في إكتشاف التاريخ الأمريكي على النحو الذي سجله “شهاب الدين العمري (1300-1384)” وهو جغرافي مؤرخ وأديب عربي من دمشق صاحب كتاب “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” وقد تخصصّ في الجغرافية السياسية ودرس تواريخ الأمم وعجائبها إلى جانب الفلك.
يذكر شهاب الدين العمري أنه تمكّن من جمع معلومات ريادية من مصادرة متنوعة ومخبرين مختلفين في كتابه المذكور حول ذلك، حيث يقول أن مملكة الماندينكا في مالي -أعظم الممالك الإسلامية حينها- أرسلت أسطوليين بحريين قطعا المحيط الأطلسي نحو الضفة الأخرى في رحلات إكتشافية سبقت كريستوفر كولمبس بأكثر من قرنين من الزمان، الأسطول الأول يتكون من 300 سفينة والثاني من 2000 سفينة ضخمة حملت معها أفيال!.

فهل نجحت مملكة ماندينكا من مالي بإكتشاف أمريكا؟
- يمكن الإستنتاج من نقوش الماندينكا التي ذكرى أنها وجدت في البرازيل والبيرو والولايات المتحدة أن رحلة السلطان أبي بكاري كانت ناجحة وأن عددًا كبيرًا من الماندينكا نزلوا في العالم الجديد.
- ولو رسمنا مسارًا مبنيًا على تلك النقوش وعلى الأثر اللغوي للماندينكا على لغات الهنود الحمر إلى جانب الأدوات الأخرى، فسيبدو أن الماندينكا اتصلوا في البدء بالبرازيل بوصفها الأرض الأقرب إلى ميناء غرب إفريقيا الذي أبحرو منه. وهذا ما تؤكده رموز منقوشة في باهيا وميناس غيراييس. ومن البرازيل يبد الماندينكا وقد عبروا أنهار أميركا الجنوبية قبل أن يمضوا على اليابسة بالإتجاهين الغربي والشمالي .
- تحرّك الماندينكا إلى غرب البرازيل ليصلوا إلى منطقة بحيرة تيتيكا وبوليفيا. هناك أقاموا صلات امتدت لفترة طويلة مع هنود جزيرة الكواتي ليروثوهم نظام الكتابة بالرموز، لكن العلاقات لم تكن حسنة بين الماندينكا وهنود بوليفيا فقد تعرضوا كما يبدو لهجوم أدى لمقتل عدد من محاربيهم. غير أن ذلك لم يوقفهم فاستمروا باتجاه الغرب حتى وصلو إلى شواطئ المحيط الهادي بالقرب من يلو في البيرو حيث تركوا كما تشير التقارير نقشًا دينيًا بنظام الكتاب الماندينكاوية يتضمن أن هدف الإنسان هو عبادة الله وأن يصل إلى النضج ثم يموت.
- تزاوج الماندينكا هناك مع هنود الكاريب الذين اشتق من اسمهم البحر الكاريبي، ويبدو أن بعض الماندينكا بقوا في “بنما” حيث شكّل أحفادهم قبيلة مختلفة عرفت بالماندينغ، وهو اسم واضح التحريف عن ماندينكا.
- يصعب تقدير التأثير الذي تركه الماندينكا على الأمريكيتين الشمالية والجنوبية. ليس ثمة بقايا آثارية غير قابلة للنقاش فيما يتعلّق بوجودهم في الأمريكيتين، ومن المؤكد أن الإسلام الذي أتوا به إلى العالم الجديد لم يعش حتى العصر الحالي.
_____
مصدر المعلومات : جيرالد ف.ديركس، المسلمون في التاريخ الأمريكي : إرث منسي، ترجمة سعيد البازعي، كلمة، أبو ظبي، ص39-43