كتاب الأمة الأندلسية الشهيدة (تاريخ 100 عام من المواجهة والاضطهاد بعد سقوط غرناطة)
المؤلف: عادل سعيد بشتاوي
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت
المصدر: صحيفة السفير – بيروت – الاربعاء ٢٥ نيسان أبريل ٢٠٠٧
كتب المؤلف تصديراً للكتاب أن هذا الكتاب هو ثمرة ربع قرن من الاهتمام بتاريخ الأندلس، وهو أكثر من تعديل وتعقيب وتطوير لكتاب: “الأندلسيون المواركة” الذي صدرت طبعته الأولى منذ 17 سنة، إنه كتاب جديد خصص لرحلة الأندلسيين بعد سقوط غرناطة إلى أبعد مدى اهتدى إليه المؤلف في ما يخص فهم تطور العلاقات بين الأندلسيين والأسبان في القرن السادس عشر الميلادي مع تسليط الضوء على علاقاتهم في القرن الثامن لفهم أسباب تبدل طبيعة العلاقات الدينية في شبه جزيرة أيبرية.
أعقب المؤلف تصدير الكتاب بفهرس محتوياته التي تضم مدخلاً تاريخياً، وملاحظات على متن الكتاب وخمسة فصول وملاحق ومصادر وجداول.
يمكننا تصنيف “المدخل التاريخي” في باب فلسفة التاريخ إذ يقرر الكاتب أننا “نحن أبناء الماضي، وإذا كان الماضي هو التاريخ فنحن أبناء التاريخ أيضاً (…) صنيعة الماضي الذي هو في وجداننا، وكما يحاول الطفل أن يتعرف على نفسه من خلال التعرف على أبيه فإن معرفة التاريخ فرسخ مهم في الطريق إلى معرفة أنفسنا، كما ستكون هذه المعرفة مهمة كي يعرفنا الآخرون عندما نصبح جزءاً من التاريخ المجبول بخلطة الأحداث التي كونت حضارات الأسرة البشرية، وقبل أن تصبح معرفة الماضي طريقنا إلى معرفة الحاضر يجب أن نتحقق من أن صورة التاريخ هي صورة الأحداث الحقيقية التي صنعته، وليس المرآة التي نسج بعض المؤرخين على نولها ما قُدّم لنا في المئة سنة الماضية على أنه التاريخ…”.
ويبدي الكاتب أسفه لوجود دعاة التاريخ الذين “ما يزالون يبحثون عن منافذ جدلية لاستخدامها جسراً يعبرون عليه إلى ساحة الهجوم على الإسلام، وتأجيج الروح الصليبية التي نريد أن نعاقد أننا انتهينا منها”. ويقدم المؤلف وجهة نظره في التاريخ والمؤرخ، والدين والمصالح، ومكانة الأندلس وأهلها بين شعوب الأرض باعتبارهم جسراً حضارياً بين الشرق والغرب، ويبدي رأيه بانهيار الخلافة القرطبية، والحروب الصليبية الغربية، وصولاً إلى القرن الثالث عشر الميلادي “عندما اجتاح القشاتلة والبرتغال والأرغونيون وسط الأندلس”.
وبحث المؤلف في سقوط غرناطة، وبدء اضطهاد الأندلسيين، والتطورات الدولية أثناء سقوطها، وقيام الثورة الأندلسية الكبرى التي استمرت ثلاثة سنوات أيام الملك فيليب الثاني الذي أصدر مرسوماً يخول الجنود قتل الأندلسيين وسبي نسائهم ابتداء من 19 تشرين الثاني سنة 1570 م، ودفع الأندلسيون ثمن الحرية من دون أن تتحقق بل وقعت مأساة الأمة الأندلسية، وتمثلت المأساة “بمحاكم الشيطان” وتغريب الأندلسيين، واستيلاء أوروبا على تركاتهم، وبطش البرابرة بالحضارة الأندلسية التي تحولت إلى طيف يداعب الخيال. “ووجد الأندلسيون المنفيون وطناً بديلاً في المغرب وتونس ومصر ودمشق والقسطنطينية وعشرات الدول والمدن، لكن آخرين عانوا كثيراً، فيما لقي بعضهم نهايته على يد الأخوة في الدين والقومية كما يؤكد المقري: (فتسلط عليهم الأغراب ومن لا يخشى الله تعالى في الطرقات، ونهبوا أموالهم، وهذا ببلاد تلمسان وفاس، ونجا القليل من المضرة…)”.
وعنون المؤرخ الفصل الأول بـ “لماذا سقطت الأندلس” فضّمنه أحوال “أيبرية قبل الفتح” ابتداء من نزول الفينيقيين أجداد القرطاجيين على السواحل الجنوبية منذ سنة 1100 قبل الميلاد تقريباً وسيطرتهم المطلقة حين بنوا مدناً أعطوها أسماء مدنهم اللبنانية مثل (قادس، وعدرة، وترشيش، ومالقة) ثم أسسوا قرطاجة في تونس سنة 850 ق.م، ومنها انطلقوا إلى الأندلس فأسسوا (قرطبة، وأشبيلية، (أسفيلية)، وميورقة، ومنورقة، وقرطبة (برج قرطجنة).
وبعد الحروب البونية انتصر الرومان على القرطاجيين من سنة 255 ق.م حتى سنة 241 ق.م. ولما آلت زعامة القرطاجيين إلى هنيبعل سنة 221 ق.م. قاد حرباً ضد روما انطلاقاً من الأندلس سنة 218 ق.م ومروراً بجبال البيرنيه ثم جبال الألب، وهزم الرومان قرب روما، ولكنه هزم في معركة زامة سنة 202 ق.م. بعدما انضمت أيبرية إلى روما منذ سنة 212 ق.م. ثم أصبحت روما إمبراطورية عالمية أخضعت أيبرية لسلطتها بعد مئتي سنة من الحروب، ثم نقل قسطنطين عاصمة إمبراطوريته إلى بيزنطة سنة 330 م. وسماها “قسطنطينوبل” وصارت عاصمة للإمبراطورية البيزنطية الشرقية الرومية الأرثوذكسية، وضعفت الإمبراطورية الرومانية الغربية بعدما مات الإمبراطور ثيوديسيوس سنة 395 م، وغزاها القوط حيث دخلها زعيمهم أدواسر سنة 476 م وعزل آخر أباطرتها رومولوس أوغسطوس، وقام الصراع بين القوط والوندال ولكن الإمبراطور البيزنطي جوستنيان قضى على الوندال سنة 534 م. ثم قضى على القوط سنة 553 م. بعدما ضم شبه جزيرة أيبرية إلى الإمبراطورية البيزنطية سنة 535 م. ثم نشأت المملكة القوطية الغربية في أيبرية سنة 575 م. وقرر المجمع المسكوني الثالث اعتماد المذهب الكاثوليكي سنة 589 م. وبدأ الصراع على السلطة منذ سنة 623 م. حتى سنة 708 م. حيث نصّبوا لزريق (رودريك) ملكاً وخلعوا غيطشة (فيتسيا)، وساد الاضطراب السياسي والصراع المذهبي شبه جزيرة أيبرية.
في فترة الاضطراب الأيبرية كان الدعاة المسلمون يتوسعون شرقاً وغرباً في عهد الخلافة الإسلامية الأموية كامتداد للفتوحات التي عقد رأيتها الأولى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وسار على سنته الخلفاء الراشدون ثم الأمويون فوصل المسلمون الأندلس بناء على أمر الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، إذ أمر عبد الله بن أبي سرح بتوجيه جيش إلى الأندلس لفتح القسطنطينية التي “تفتح من الغرب” بحسب ما رواه الطبري في تاريخه وابن الأثير في كامله.
وهذه المحاولة الأولى لم يذكرها المؤرخ عادل بشتاوي على رغم أهميتها؛ إذ اعتبر طليعة الفتح حملة طريف بن مالك النخعي سنة 91هـ/710 م، ثم قاد الغزوة الكبرى طارق بن زياد سنة 92هـ/711 م وخاض المعركة في 19 تموز 711 م بعد نزوله على البر الإسباني في 28 نيسان 711 م وحقق النصر بعد معركة استمرت ثمانية أيام ثم توالت انتصارات المسلمين ودخل الأندلسيون في دين الله أفواجاً.
وقامت في الشمال حركات معارضة للمسلمين تزعمها بلايو (بلي، أو بلاي) الذي خلفه ابنه (فافليه) سنة 119 هـ/737 م، ثم مات بعد سنتين فحل محله الفونسو الأول الكاثوليكي فامتدت زعامته حتى سنة 757 م وسيطر على “منطقة استرياس وجليقية وليون، ثم خلفه ابنه فرويلة الأول فسار على نهج أبيه” وحينذاك شهدت الأندلس تمرد البربر ضد الأندلسيين والأمويين، ثم ساد التناحر وانتصر البشكنس (الباسك) على يوسف بن عبد الرحمن الفهري (746-756 م) وحينذاك وصل الأندلس صقر قريش عبد الرحمن الداخل الأموي، وغلامه بدر، وقاد الصراع ضد الفونسو الثاني (743-791م). وبعد ذلك قاد المسلمين الأمير محمد بن عبد الرحمن (852-886م) ضد الملك أردون الأول (850-866 م) ثم استغل الفونسو الثالث (866-910 م) مرحلة الاضطراب التي عصفت بالمسلمين فتقدم إلى نهر دويرة. ثم جاء الخليفة عبد الرحمن الثالث الناصر لدين الله فقضى على حركات التمرد الداخلية وامتد حكمه من سنة 912 م. حتى سنة 961 م، وأعلن الخلافة الإسلامية الأموية في الأندلس سنة 316 هـ/929 م.
وفي عهده ازدهرت الحضارة الإسلامية في الأندلس ووصلت القمة، وخاضت صراعاً مع ردمير الثاني (932-950 م) وأصبحت الخلافة الإسلامية الأندلسية أقوى قوة عسكرية في عهد المستنصر بالله (961-976م) وخلفه ابنه هشام الثاني، المؤيد بالله وكان صغير السن فبدأت الانشقاقات وظهر ملوك الطوائف مع مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، وجابهتها قوات قشتالة وأرغون والبرتغال الموحدة التي أخضعت دويلات الطوائف فسقطت سرقسطة سنة 512 هـ/1118م، وانقضّت البرتغال على الأندلس جنوباً، وساهم الفرنسيون (الفرنجة) في سقوط الأندلس ابتداءً من معركة تولوز (طلوزة) سنة 107 هـ/725م، ثم معركة الزلاقة 1086 م/479 هـ، وساهموا في إسقاط سرقسطة، وموقعة العقاب الحاسمة سنة 1212م/609 هـ. التي دعمها البابا أنوصان الثالث، وسار على خطاه البابا غريغوريوس التاسع (1227-1241 م) بإضفاء صبغة الحروب الصليبية على حرب الأوروبيين مع مسلمي الأندلس، وكرس فرناندو الثالث قديساً (1217-1252 م).
ولما اعتلت ايزابيلا عرش قشتالة سنة 879 هـ/1474 م، واعتلى فرناندو عرش أرغون بارك البابا سيكستوس الرابع (1471-1484 م) اتفق فرناندو وايزابيلا على مملكة غرناطة المسلمة كرد انتقامي على فتح السلطان العثماني محمد الفاتح لمدينة اسطنبول سنة 1453م، وفتحه “120 مملكة و 200 مدينة في جنوب أوروبا”. وهكذا مول البابا سيكستوس الحملة (كروثادا) ضد الغرناطيين وساهم في تمويلها “اليهود والإيطاليون والهولنديون والألمان وبعد موت فاسيكستوس استكمل البابا أنوصان الثامن (1484-1492 م) ما بدأه سلفه، فأحيا الحملة البابوية على غرناطة سنة 890 هـ/1485 م، وكتب فرناندو إلى البابا يبشره بإنهاء آخر وجود إسلامي سياسي في شبه جزيرة أيبرية في اليوم الثاني من كانون الثاني سنة 1492م”.
وتناول المؤلف في الفصل الثاني الثورة الأندلسية الأولى بعد توزع الأندلسيين الذي أعقب سقوط غرناطة، وإطلاق البابا اسكندر السادس لقب: الملكين الكاثوليكيين على فرناندو وايزابيلا سنة 1494 م، فضّيقا الخناق على المسلمين بالتجسس عليهم بواسطة الكاهن خيمينس ومخبريه مما سبب مقتل بعض مخبريه وأدى إلى ثورة حي البيازين الغرناطيين ابتداء من تشرين الثاني سنة 1499 م وامتدت الثورة إلى الجبل الأحمر، وكان الرد بإصدار ايزابيلا مرسوم تنصير الأندلسيين في 12/2/1502م الأمر الذي أدى إلى استشهاد وتهجير الكثيرين على أيدي قوات الإمبراطورية الإسبانية الكاثوليكية.
ثم قامت الثورة الأندلسية الكبرى (الفصل الثالث) وشهدت غرناطة تنفيذ أحكام محاكم التفتيش بالحرق وازداد الصراع الكاثوليكي الإسباني مع الخلافة الإسلامية العثمانية في أوروبا الشرقية وسواحل البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا فشدد الإسبان الحصار على المسلمين، وتنازل كارلوس عن العرش الإسباني لابنه فيليب سنة 1556م ، فأعلن الحرب على المسلمين وعلى فرنسا وعلى البروتستانت، واعتبر البروتستانت هراطقة وأمر بإحراقهم ودعم محاكم التفتيش، واتهم الأندلسيين بالتعاون مع العثمانيين سنة 1565، ووقف البابا بيوس ضد التسامح الديني (1504-1572م) ودعا إلى تحالف إسبانيا والبندقية ضد العثمانيين سنة 1571م، وجراء ازدياد الضغط على مسلمي الأندلس بدأت شرارة الثورة في 25/4/1568م في جبل البشرات، ثم دخل الثوار غرناطة بقيادة فراس بن فراس ثم عادوا إلى جبل البشرات مقر القائد العام للثورة ابن أمية (ابن همية) الذي سماه الإسبان هرناندو دي بالور.
وكلف الملك فيليب أخاه غير الشرعي وابن محظية أبيه النمساوية، دون خوان النمساوي بالقضاء على ثورة المسلمين وبدأت المواجهات الشرسة منذ سنة 1569 م وانتهت الثورة في منتصف سنة 1571 م بعدما استشهد 20 ألف مسلم وجرح 60 ألفاً. وأعدم عشرات الآلاف، ومات فيليب الثاني سنة 1598 م وخلفه فيليب الثالث وبدأ تفكك الإمبراطورية الإسبانية.
تناول الكاتب في الفصل الرابع طبيعة العلاقات الدينية في الأندلس وما أفرزته محاكم التحقيق، وهذا الفصل غني بالإحصاءات لأعداد الذين حكم عليهم بالموت قتلاً وحرقاً وخنقاً، وأوضح دور البابوية الكاثوليكية في إذكاء نيران فتن الاضطهاد الديني واتهام غير الكاثوليك بالهرقطة، وإباحة تعذيبهم وقتلهم بالوسائل اللا إنسانية كافة التي ابتكرها الطغاة عبر التاريخ وجمع المؤرخ الإسباني خوان أنطونيو لورنتي صور ما أنتجته محاكم التفتيش من مآسي، فجمع أربعة مجلدات قبل موته سنة 1823 م وضمنها وثائق المحاكم اللا إنسانية بما فيها من قصص القضايا المحزنة.
وذكر أن عدد الأندلسيين والأندلسيات الذين حرقوا بلغ 912،31 رجلاً وامرأة وبلغ عدد الذين غرموا 150،271، وبلغ عدد ضحايا المحاكم 362،303 أندلسياً وأندلسية، هذا باعتراف لورنتي الذي شغل منصب الأمين العام لمحكمة التحقيق في مدريد، ونشر كتابه في باريس سنة (1817-1818 م). وتفيد الوثائق أن المحاكم استمرت ضد الأندلسيين حتى سنة 1769 م، وكان إلغاء محاكم التحقيق بأمر من الملك الفرنسي جوزيف الذي نصبه أخوه نابليون بونابرت ملكاً على إسبانيا سنة 1808 م بعدما خلع ملكها فرناندو السابع.
وقام نابليون باعتقال البابا بيوس السابع وسجنه إذ كانت البابوية مؤيدة لمحاكم التفتيش. لكن الإسبان استعانوا بالإنكليز على الفرنسيين فأخرجوهم من إسبانيا 1814سنة وأطلق سراح البابا بيوس السابع. وعاد فرناندو إلى الحكم فأعاد تأسيس محاكم التفتيش بموافقة البابا بيوس السابع، فقامت ثورة إسبانية ضده فاستعان بالفرنسيين فدخلوا إسبانيا سنة 1823 وأخمدوا الثورة وعطلوا “محاكم التفتيش” إلا أنه حولها إلى منظمات إرهابية عرفت باسم “عصب الإيمان” وشنقت معلماً سنة 1826 بتهمة الهرطقة. وحلت محاكم “عصب الإيمان” سنة 1835 بعد وفاة فرناندو سنة 1833. وفي 19/9/1998 اعتذر البابا يوحنا بولس الثاني “للبروتستانت عن الأذى الذي لحق بهم في القرن السادس عشر وما بعده على أيدي الكاثوليك …” وخلص المؤلف إلى وصف ما خلفته محاكم التحقيق الإسبانية: بالتركة اللاأخلاقية الثقيلة.
عُقد الفصل الخامس تحت عنوان “تغريب الأندلسيين من إسبانيا” وتضمن مأساة الأمة الأندلسية قبل التغريب، وأسباب التغريب لاعتبارات إسبانية، وما صادف ذلك من انتفاضات الأندلسيين المغربين، ثم عرض مواطن الأندلسيين الجدد بعد التغريب وذكر أن “هناك حالات كثيرة عن إسبان ظلوا مسلمين حتى القرن التاسع عشر وربما بعده أيضا”. وقدم معلومات مفيدة عن المسلمين في المغرب وتونس والجزائر وجنوب فرنسا وكورسيكا وألمانيا وهولندا وسويسرا وولايات السلطنة العثمانية في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، ومستعمرات إسبانيا في أميركا الجنوبية.
______
يمكنك تحميل الكتاب من خلال الضغط هنا
ولتصفح موقع الدكتور سعيد البشتاوي تفضل من هنا
-
التصنيفات
-
وسوم
-
الكاتب
-
التاريخ
تعليق واحد على “كتاب الأمة الأندلسية الشهيدة”