قصة زياد الكناني
كتب هذه القصة مؤلف أندلسي نجهل اسمه، ولكننا نستطيع الجزم بأنها كُتبت بعد عصر المرابطين، وقد نشرها فرانثيسكو فرناندز جنثالث عام 1882، إعتمادًا على مخطوطها في مكتبة الإسكوريال، وعنوانها بالكامل “كتاب فيه حديث زياد بن عامر الكناني، وما جرى عليه من العجايب والغرايب بقصر اللوالب وبحيرة العجب”.
وهي قصة فروسية تضاهي قصص ألف ليلة وليلة، ويقول فيها منيندز بلايو: “إن ميلاد زياد وتربيته، ورياضات الفروسية التى يمارسها فيشبابه، وولعه بالأميرة المحاربة “سعدة” وفوزه بها بعد غلبه إياها في معركة الميدان، ورحلاته وتجواله في شتّى البقاع، ووصوله إلى رياض الأميرة التي تسمى “قوس الحسن” وعجائب البحيرة المسحورة وقصر اللآلئ، وانقاذه الأميرات الثلاث الأسيرات، ثم الرحلة المليئة بالمخاطرات التى تقوم بها الغزالة الجميلة، وفتحه مدينة المجوس عبّاد النار، ثم اعتناقه الإسلام، وأعماله الأخرى الخيالية، وأخيرًا عقاب الله إياه لإقدامه على الزواج بأكثر من أربع نساء مخالفًا بذلك الشريعة الإسلامية”.
كل ذلك يكوّن سلسلة من الحوادث بالغة الغرابة، التي يجد الإنسان في مطالعتها رياضة ممتعة، والتي تمتاز بمميزات كثيرة، أهمها أن مداها محصور في حدود معقولة جدًا، إذا ما قورنت بما نجده في قصص “عنتر” وأماديس دى جاولا من المبالغات المفرطة وانعدام الإنسجام.
خاتمة
ولا يخفى تأثر أوروبا بالأدب الأندلسي سواء في القصص أو الشعر، وروايات الفروسية، والروايات الأسطورية والفلسفية فتأثير الأدب الأندلسي العربي على هوية الغرب الثقافية يظهر في دراسات الأدب المقارن التي تدرس مواطن التلاقي بين الآداب المختلفة ودرجة التأثر بها، وللمزيد يمكنكم الرجوع إلى هذه المقالة من خلال الضغط هنا.
______________________________________________
تاريخ الفكر الأندلسي آنخل جنثالث ترجمة حسين مؤنس.