علبة مجوهرات صبح البشكنجية

علبة مجوهرات صبح البشكنجية

عُلبة مُجوهرات مِن العاج، تعُرف بعُلبة صُبح البشكنجية، وتسمى أيضاً عُلبة الحَكم الثاني، أو زامورا، نسبة لمكان حفظها السابق في ” كاتدرائية زامورا” الواقعة شمال غرب إسبانيا، قبل أن يتم نقلها عام 1911 م إلى متحف الدولة الوطني للآثار في مدينة مدريد، تُعد مِن أفخم وأقدم العُلب التي وصلتنا مِن الأندلس، صُنعت في قُرطبة سنة 353 هـ/ 964 م.

العُلبة يبلغ قُطرها حوالي عشرة سنتيمترات وارتفاعُها ثمانية عشر سنتيميتر فقط، ذات شكل إسطواني وغطاء مُقبب مُكلَّل ببثْرة بيضية، يتصل ببدن العُلبة عن طريق مِفصلة مِن الفِضة مَطلية بالمينا السوداء، تتألف زخارف العُلبة مِن أفرع نباتية مُنسقة بأسلوب زخرفي مُتنوع الأشكال ما بين وروُد ذات عَشر بتلات، سيقان مَجدولة، زهور وصنُوبريات، يَتخللها رسم لأربع أزواج مِن الغِزلان تعلوها أربعة طواويس مَلكية ذات عُرف مُختزل، فوقها عصافير برؤوس مُتجهة للخلف، فإذا دقق المرء النظر رأى الطواويس والعصافير والغزلان تخرج مِن النباتات كأنها حَية، وقد جاءت مُعمّاة لتبدو في صورتها متوافقة مع الأشكال النباتية، فيلاحظ المرء أحجية بصرية في النقوش، وهي علامة الفن التي يُبدع بها تحدياً فكرياً ليوائم بين العقل والتصاوير الحِسية.

تُشير الكتابات المنقوشة حول الجُزء السُفلي مِن الغطاء إلى أن العُلبة صُنعت خصيصاً لصُبح البشكنجية، بإشراف أحد أفراد الحاشية الصقلبية في قصر الخلافة يُدعى “درى الصغير” وبتكليف مِن زوجها الخليفة الأموي الحكم المُستنصر بالله 366/302 هـ، الذي ازدهرت في عهده الحضارة الأندلسية ازدهاراً كبيراً، بفضل الأعمال الجليلة التي خلفها والده عبد الرحمن الناصر لدين الله في شتى المجالات والميادين، حيث نُقش بالخط الكوفي الرشيق مانصه: بركة من الله للإمام عبد الله الحكم المستنصر بالله أمير المؤمنين مما أمر بعمله للسيدة أم عَبد الرحمن على يد درى الصغير سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.

المراجع :

-جيريلين دودز | فنون الأندلُس – ص 870 & 871.

-حسن الباشا | مِن التُراث الفني الإسلامي – ص 242.

-Qantara ، Mediterranean Heritage | Pyxis ofAl-Hakam II

Discover Islamic Art | Pot from Zamora

 

 

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *