تحتوى مدينة غرناطة على الكثير من الأماكن التاريخية التى لا حصر لها والغير معروفة بالنسبة للمسافرين وحتى أهل غرناطة وهذة بعض الأماكن الغير معروفة بالنسبة للكثيرين:
1- قصر شنيل “ALCÁZAR DE GENIL”
ويعرف أيضًا بقصر أبو سعيد أو حديقة الملكة، يعود هذا القصر للقرن الثالث عشر ويقع بجانب نهر شنيل، وهو حاليا مقر مؤسسة الكاتب والروئى الإسبانى فرانسيسكو آيالا. وهناك يستطيع الزائر التمتع بالحدائق الخاصة بالقصر، بالإضافة للغرف الرائعة الخاصة بالمبنى. وفى عام 2010 م أثناء الأعمال المُقامة فى محطة مترو غرناطة تم اكتشاف بقايا بِركة كبيرة تابعة للقصر كانت قد اختفت وتم اعادتها لهيئتها الأولى بطريقة احترافية وتم وضعها بصالة الدخول بالمحطة بالإضافة لاكتشافات أثرية أخرى تم تخصيص جزء لها بمتحف القصر.
قال الدكتور عبد الله عنان عن قصر شنيل، يقع خارج المدينة على الضفة اليسرى من نهر شنيل فى بقعة خضراء منعزلة تسمى ضاحية أرميليا أو حدائق الملكة، للبناء باب عربى معقود على رأسه رقعة نقش عليها “ولا غالب إلا الله”.
تتسم واجهة هذا الأثر وبهوه بطابع مؤثر من الجمال والنبل ، مما يدل على أنه كان صرحاً ملوكياً ذا شأن والحقيقة انه بقية من قصر شنيل الذى أنشأه الأمير الموحدى اسحق بن الخليفة أبى يعقوب يوسف فى سنة 615 هـ 1218 م، خارج غرناطة على مقربة من نهر شنيل كما ذكر صاحب كتاب الحلل الموشية وحسبما جاء ايضاً فى كتاب الاحاطة من اخبار غرناطة لإبن الخطيب وقد كان يسمى قصر السيد وكان يستعمله ملوك بنو نصر كقصر للضايفة.
وفيه اقام فيليب اخو الملك ألفونسو العاشر حينما ثار عليه والتجأ مع نفر من الفرسان النصارى إلى سلطان غرناطة محمد بن الأحمر الملقب بالفقيه و ذلك سنة 1270 م.
- قصر شنيل
2- الحمامات العربية”BAÑOS ÁRABES DE ‘EL BAÑUELO'”
حمامات طريق نهر حدرة بغرناطة والتى كانت تُعرف باسم حمامات الجوزى “من الجوز” أو حمامات “Axares” وهو نفس اسم الحى التى توجد به وهى كلمة من العربية من الصحة والراحة، تم إنشائها فى القرن الحادى عشر فى عهد بنو زيرى وتحديدا فى فترة حكم الملك باديس بن حبوس، وتُعد من أهم وأقدم الحمامات العربية بغرناطة التى توجد بحالة جيدة وهيئة كاملة ومُحافظ عليها فى إسبانيا ومن أقدم المبانى المعمارية بغرناطة فترة الحكم الإسلامي والحمامات الوحيدة التى نجت من تدمير الملوك الكاثوليك بعد إحتلال غرناطة حيث تم تدمير جميع الحمامات العربية بعد إحتلال المدينة، وعانت الحمامات عموما حالة من التدهور بعد إختلال المدينة وتم إيقاف استخدامها تمامًا فى عهد فيليب الثالث ودُمير أغلبها وبقى منها القليل جدًا ، توجد هذة الحمامات تحت منزل خاص كان قد تم بنائه بعد الإحتلال . ويتم الدخول إليها عن طريق فناء به بركة وصالته الرئيسية مليئة بالأقواس النصف دائرية المقامة على رؤس أعمدة تعود للحقبة الرومانية والقوطية والعربية، وفى عام 1918م تم إعلانها إرث ثقافى وتراث وطنى وقام المعمارى تورس بالبيس فى الفترة (1932-1928م) بإعادة إصلاحها وترميمها، تتميز هذة الحمامات بالمساحة الواسعة وفتحات التهوية الموجودة فى قباب الصالات على شكل نجمة أو دائرة حيث تسمح بتهوية المكان وتنظيم درجات الحرارة فى الصالات ومرور ضوء الشمس كما يصفه المعماريون بطريقة سحرية، كما توجد الأقواس والأعمدة المعمارية متعددة الأشكال. هذا الحمامات شاهدة على الماضى الثرى للمسلمين ومدى الرقى والتهذيب فى حياتهم.
- صورة للحمامات من الأعلى
- الحمامات من الداخل
- فتحات التهوية فى سقف الحمامات
3- منزل الثفرة”CASA DE ZAFRA”
بيت الثفرا هو بيت عربى يعود لبنى نصر وتحديدًا لأسرة مُهمة فى البلاط الملكى، وتم بناؤه فى القرن الرابع عشر في حي البيازين حيث كان يُشيد أغنياء الأندلسيون منازلهم وقصورهم هناك، يُعد هذا البيت من كنوز حيّ البيازين وبه العديد من الصور والجُداريات والزخارف الجصية الأصلية التى تعود لذلك العصر بالإضافة لقربة من قصر الحمراء.
بعد سقوط غرناطة واستيلاء الملوك الكاثوليك على ممتلكات النصريين قامت إيزابيل بتسليم البيت لأحد رجال البلاط المُقربين دون ارناندو دى ثفرا مع بعض ممتلكات النصريين من قصور وأراضى، وفى عام 1931م تم إعلانه معلما تاريخيا حتى عام1946م قام عمدة غرناطة بضمه لمُجمع غرناطة التاريخى، وشهد البيت العديد من الإصلاحات منذ تلك الفترة كان اخرها عام 2012م ويشهد البيت مؤخرا أنشطة ضمن خطة تنشيط السياحة فى غرناطة اعتزازا بقيمة هذا الأثر النصري وجعله واجهة لحيّ البيازين الذى يُعد إرثًا عالميا. ويتميز هذا المنزل بطرازة الأندلسى الرائع والعديد من الغرف ذات الطراز والديكور الأندلسى والتى تُحيط بمساحة مربعة بها بِركة كبيرة، وأهم ما يُميز هذا المنزل الإطلالة الرئعة على المدينة وحيّ البيازين بالكامل وهو حاليا مقر مركز التحاور بالبيازين.
- بيت الثفرة
- بِركة الماء وحولها الغرف داخل بيت الثفرة
4- قصر المنسيون”PALACIO DE LOS OLVIDADOS”
ويقع فى منزل سنتا إينيس بالقرب من طريق حدرة وهو متحف جديد يضم كل ما يخص التراث اليهودى لغرناطة. حيث تم طرد اليهود السفرديم وأُجبروا على محو أثرهم فى غرناطة. ويضم جزء كبير من الوثائق والقطع المتحفية والتى تبرز الأهمية الثقافية للتراث السفاردي. هذا القصر أو المتحف يتكون من ستة صالات الصالة الأولى وهى صالة المتحولون أو المسيحون الجُدد وهم اليهود الذين قرروا البقاء فى إسبانيا مقابل اعتناق المسيحية وتَعرِض هذة الصالة حياتهم والمخاطر والصعوبات التى تعرض لها هؤلاء المتحولون.
- مدخل المتحف
الصالة الثانية تعرف بالصالة الرمزية : وتحتوى على العديد من الأشياء القديمة والشيقة التى تعبر عن الهوية السيفاردية.
- زجاجة عطر تعود لليهود السفرديم بغرناطة
الصالة الثالثة صالة الطقوس والشعائر: وفيها يتم عرض العديد من الطقوس والشعائر الخاصة بالديانة والثقافة اليهودية.
- من داخل الصالة الثالثة بالمتحف
الصالة الرابعة صالة الحياة اليومية والمرأة السيفاردية: وفيها يتم عرض عادات من الحياة اليومية والثقافة المتعلقة بالطهي ودور المرأة السفاردية.
- بعض الأدوات المستخدمة فى المطبخ والحياة اليومية
الصالة الخامسة صالة كبار المنسيون : وهى عن كبار الشخصيات اليهودية من العماء والأدباء والموسيقيون فى غرناطة.
الصالة السادسة وهى صالة المحاكمات: وتتناول كيفية طرد اليهود وقصة خروجهم والمحاكمات التى مثلوا أمامها.
- صالة المحاكمات
5- خندق باب العدالة” EL FOSO DE LA PUERTA DE LA JUSTICIA”
يخفى باب العدالة المشهور بقصر الحمراء أحد أهم الأماكن الغير معروفة فى الحصن. وهو عبارة عن خندق”خفى” بطول ما يقرب من ثلاثة أمتار حول منطقة الأسوار بقصر الحمراء والذى يصل البرج بباقى الأجزاء، وحاليا تم غلق المدخل لهذا الخندق المُبهر بعازل حديدى، ولكن إذا واتتك الفرصة لزيارة القصر النصرى لايفوتك أن تنظر من خلف الحاجز وتطلق لخيالك العنان.
6- خزان المطر”EL ALJIBE DE LA LLUVIA”
يقع فى أراضى جنات العريف ويعد من كنوز مدينة غرناطة وهو عبارة عن بناء هيدروليكى تم بنائه منذ ألف عام، حيث كانت مهمته توصيل المياه إلى بيت العروس “زوجة الملك” وكان يستخدم أيضًا لتخزين المياه لاستخدامها فى أوقات الجفاف وكان المسافرون المارين بالطرق يتزودون منه وإلى الآن تسقط مياة الأمطار فى هذا الخزان ويتم استخدامها فى إطفاء حرائق الغابات.
- منطقة الخزان
- مكان تجمُع الماء
- الخزان وقد اندثر جزء منه
7-باب ميدان الرملة”PUERTA DE BIB RAMBLA”
يعود للقرن الحادى عشر أو القرن الثانى عشر ويُطلق عليه قوس الآذان أو الأيدي وكان يقع قديمًا بساحة باب الرملة وحاليا يقع بغابة قصر الحمراء، وترجع تسميته باب الآذان لعادة قديمة حيث كانت تعلق عليه الأطراف التى كان يتم قطعها من المذنبين لتكون عبرة لغيرهم.
- المكان الحالى للباب فى غابة قصر الحمراء
- صورة للباب قديما بموقعه الأصلى
8- باب الدفاع” LA PUERTA DE LOS TABLEROS”
يقع فى طريق حدرة فى الجهة اليسرى من النهر مقابل الحمامات وهو عبارة عن بناء قديم تم بنائة للدفاع وكسد لتوفير المياه وفى حالة قدوم قوات معادية يتم فتح هذا السد وتنهال المياه مُدمرة كل ما تجده فى طريقها.
- تصميم توضيحى لموقع الباب
- تصميم توضيحى لهيئة الباب قديما
- ما تبقى من الباب حاليا
9- مطل الجَرّة”MIRADOR DE LA CHURRA”
يقع على بعد خطوات من قصر الحمراء، وهو أحد أهم المطلات الغير معروفة بغرناطة ومن خلالة يمكن رؤية أروع مناظر لحى البيازين.
- مطل الجَرّة
10- سقاية أبيانو”LA FUENTE DEL AVELLANO”
إذا واصلت السير بجانب طريق نهر حدرة وممر المحزونين ستصل إلى سقاية الأبيانو الرائعة وهو مكان حيث يسود السلام والهدوء ومحاط بالمناظر الطبيعية الخلابة وإطلالة رائعة على حيّ البيازين، ويُلاحظ على جانبى الطريق إلى هذة السقاية الزليج الممزوج بقصائد خاصة بالمكان.وفى عهدالملك عبد الله الصغير كانت النساء يستغلن فترة الهدنة القصيرة فى المملكة ويذهبن إلى هذة السقاية يملئن جرارهن، وفى أيام الصيف الحارة كن يصعدن من المدينة أو ينزلن من حيّ البيازين مارين بنهر حدرة وممر المحزونين إلى أن يصلن للسقاية وفى ليالى الربيع كان الشباب يجتمعون هناك للحديث والسمر وقضاء وقت ممتع، وتأتى مياهه من الساقية الملكية بقصر الحمراء عن طريق الجبل، وكان أهل غرناطة يعتقدون أن مياه هذة السقاية مميزة ولها فوائد عديدة فمن يشربها مرة يعود إليها مرة أخرى ولا أحد يعلم السر فى ذلك. شهد هذا المكان لقاء الكثير من الكتاب والمفكرين مثل الكاتب أنخيل جانيفيت ” Ángel Ganivet” والشاعر لوركا”Gracia Lorca” وقام المغنى الإسبانى أنطونيو مولينا”Antonio Molina” بغناء أبيات الشاعر خوسي ماريا عن سقاية أبيانو.
- صورة قديمة للسقاية
ترجمة : رهام إبراهيم
بتصرف
المصدر : http://www.ideal.es/granada/201601/11/rincones-desconocidos-granada-enamoraran-20160104114559.html