تم تشييد الحمام على مستوى أرضي منخفض مقارنة بساحة القصبة لضمان توفره على درجة حرارة ملائمة. بحيث أن سقف الحمام و فتحاته الزجاجية المختفية حالياً شُيِّدَت لتوازي مستوى أرضية ساحة القصبة. قد تكون آثار الحمام متهالكة وخجولة ولكنها كفيلة بأن تمنحك إذنا للركض بالمخيلة إلى الشكل الذي كان عليه الحمام بالسابق. طابق متصل بالسماء في فضاء ممتلئ بريح صافرة وجسد مصنوع من تراب وصخر وحطام و مرافق عارية حتى بدى عُريها بالعار ملتصقاً.يتبع حمام القصبة نفس تصميم حمام البانيويلو (قاعات متساوية متشابهة داخل بناء مستطيل الشكل). يقع بالجدار الشمالي الذي يعزل ساحة الأسلحة عن القصبة. يتم ولوجه بالمرور عبر الشارع الرئيسي الذي يعبر ساحة القصبة بجانب برج الحراسة وذلك بالنزول عبر منحدر مدرَّج مائل ضيق ومائل كأنه علامة استفهام تسأل عن بقايا القاعة الأولى الأكثر برودة التي اختفت آثارها بشكل شبه كلي. تكتفي القاعة باستقبال الريح لتنسى أنها كانت موجودة وأن كان لها أسوارا عالية وحجارة. تنسى كل شيء إلا زحام جند مروا بها مرور فقاعة.
بالإضافة للقاعة الباردة، يتكون الحمام من مستودع ملابس مقسم لجزئين ومن مرحاض وقاعة معتدلة الحرارة ذات مساحة خجولة ويرجع ذلك لأعمال إصلاحية تم على إثرها الإستغناء عن جزء من الصحن الجنوبي الخاص بالغرفة. تعتبر القاعة الساخنة الأكبر من حيث المساحة. شكلها مستطيل واحتوت على خزانين للمياه جف دمعهما بعد أن كانا للحمام مرسى وشط. يتوسط خزاني المياه بقايا فم مرجل أسير بين صخور. مرجل راكد مظلم صامت موحش مبهم.
يرى باسيليو بلدونادو أن حيطان الحمام كانت مدهونة بالأحمر وذلك لمنح إحساس أكبر بالدفء والسخونة. معلومة قد تغني المخيلة وتدفعك إلى التفكير في شكل الحيطان في الماضي دون أن تعاني من كثرة الفرضيات و سقم الخيال. ولطالما ازدان الذهن بالمعلومات والصور.
يحتوي الفضاء المخصص للخدمة على مخزن للحطب يمر عبره سلم يؤدي للسقف اعتاد موظفي الحمام المرور عبره للسقف من أجل فتح أو إقفال فتحاته بقطع زجاجية والتحكم بدرجة تكاثف البخار.
تم تزويد صهريج الحمام بمياه الأمطار قبل أن يتم تعويضها لاحقا بمياه ساقية الحمراء.

سلم يؤدي للسقف اعتاد موظفي الحمام المرور عبره للسقف من أجل فتح أو إقفال فتحاته بقطع زجاجية والتحكم بدرجة تكاثف البخار
تمر لمرات ومرات بعينيك على تلك الغرف. تحاول أن تكمل رسم الحمام في ذهنك وأن تشتري الخيال من الآثار بأي وسيلة: كأن تدندن لحناً أندلسياً، أو أن تبوح بحماقاتك همساً لكل غرفة، أو أن تحرق أصابعك ببؤس لمرات ومرات في التقاط صور تكتشف في كل مرة أنها متشابهة و متكررة. ولكن تأبى الحيطان أن ترضي الفضول الذي يتساقط منك. تستحي الأطلال أن تبوح بسرها. وحياء الأطلال كحياء النساء كله للحب دعوة.
سميرة فخرالدين