جزيرة ميورقة

جزيرة ميورقة

جزيرة ميورقة هي إحدى ثلاث جزر كبيرة جنوب شرق شبه الجزيرة الآيبرية. هى ميورقة ومنورقة ويابسة بالإضافة إلى مجموعة من الجزر الصغيرة يشكلون معًا ما يطلق عليه اسم “جزر البليار” وتعتبر ميورقة أو بالما دى مايوركا “Palma De Mallorca” كما يُطلق عليها الآن، عاصمة هذه الجزر.

كانت جزر البليار أو الجزائر الشرقية في يد المستعمرين القرطاجنيين ثم الرومان، عرفها العرب فى عصر مبكّر قبل فتح الأندلس وغزاها عبد الله بن موسى بن نصير عام 708م 89هـ، ولكن لم يبسط المسلمين سيطرتهم عليها إلا في منتصف القرن التاسع الميلادى في زمن الأمير عبد الرحمن الأوسط حينما بعث حملة بحرية إلى ميورقة في سنة 847م وأخضعها وفرض عليها الجزية، وفي سنة 903م كان الفتح الحقيقى للجزر على يد زعيم مجاهد يُدعى عصام الخولاني، الذى قاد فى عصر الأمير عبد الله حملة من المجاهدين وفتح ميورقة، وحكمها المسلمون من ذلك الحين على يد الولاة المتعاقبين، وفي سنة 1014م سيطر عليها أمير دانية مجاهد العامري وضمها إلى مملكته المستقلة، واستمر في حكمها حتى وفاته في سنة 1044م، وسميّت مدينة ميورقة في عصره مدينة مجاهد، وحكمها ولده من بعده، ولما سقطت مدينة دانية في يد بنى هود أمراء سرقسطة في سنة 1076م، استردت الجزائر استقلالها في ظل ولاتها المسلمين واستمرت إمارة مستقرة تصارع حملات النصارى عليها من جنويين وبيزيين وقطلان، حتى سقطت في يد الملك خايمي الأول ملك أراجون الملقب بالفاتح، وذلك في سنة 1232م.

كانت الجزائر الشرقية أيام المسلمين ولا سيما ميورقة عامرة بالسكان، غنية زاخرة تتمتع بقسط كبير من الرخاء والتمدن، وكانت لها علاقات تجارية عظيمة مع ثغور المغرب.

مازالت ميورقة تحتفظ إلى اليوم بكثير من معالم العصر الإسلامى وآثاره، كان لمدينة ميورقة الأندلسية ستة أبواب وهم باب البلد في الشرق، وباب الكحل، وباب البلياط، وباب السراجب في الشمال، وباب برتبين في الغرب، وباب الحديد في الجنوب الغربي، وشيدت كتدرائية ميورقة على أنقاض المسجد الجامع.

 

أما قصر المُدينة “Al Mudaian” فهو صرح قديم ضخم وهو اليوم مقر دار المحفوظات العامة، والمعروف من تاريخه أنه كان قصرًا للولاة والأمراء المسلمين ولم يبق من هذا الصرح العتيق من عهده الاندلسي، سوى القليل، من ذلك فنائه الداخلي المسمى فناء الملكة ونافورة على الطراز العربي، كما أن هناك عدد من اعمدته القديمة ملقاه فى حديقة القصر.

 

كما بقى من أسوار المدينة القديمة جزء بسيط في الشارع المسمى باب البحر، ولم يبق من عقود الأبواب الأندلسية سوى عقد باب المُدينة في شارع المُدينة ذلك الشارع الصخرى العتيق الذى يعد من أقدم شوارع ميورقة.

وتبّقى من الآثار الأندلسية في مدينة ميورقة حمام عربي.

إقتباسات من كتاب الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال للدكتور محمد عبد الله عنان.

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *