ثورة القرنفل

ثورة القرنفل

ثورة البرتغال التى عرفت بإسم ثورة القرنفل 1974م

بعد حكم الديكتاتور أنطونى دى أوليفيرا سالازار البرتغال لأكثر من خمسة وثلاثين عامًا، قامت فى 25 ابريل نيسان \ إبريل عام 1974م ثورة شعبية من جماعات يسارية ضاقت ذرعًا بنظام سالازار الإستبدادى الذى ظل جاثمًا على البلاد منذ عام 1932م ذلك النظام الذى عُرف بإسم (ستادا نوفو) أو الدولة الجديدة.

الإنقلاب العسكرى فى البرتغال

الجنرال جوميزا دا كوستا

وصل الديكتاتور سالازار لسدة الحكم فى البرتغال عن طريق الإنقلاب العسكرى الذى قام به الجنرال جوميز دا كوستا فى 28 مايو سنة 1926م

أما عن مقدمات هذا الإنقلاب ففى عام 1908م فى الأول من شباط \ فبراير اغتيل الملك كارلوس الأول ملك البرتغال وولى عهده الأمير لويس فيليبى فى لشبونة، وتولى الحكم بعده الملك مانويل الثانى والذى يعتبر آخر ملك للبرتغال فقد قامت الثورة الجمهورية الأولى فى الخامس من شهر أكتوبر عام 1910م واجبرته على التنازل عن العرش وتم نفيه إلى انجلترا.

ولكن الفوضى استمرت خلال الجمهورية الأولى وزادت عمليات الإغتيال السياسي ما بين أعوام 1920 و 1925م بالإضافة إلى تفجير 325 قنبلة فى شوارع لشبونة حسب احصاءات الشرطة، كما عانت البرتغال من مشاكل اقتصادية كبيرة تفاقمت جراء التدخل العسكري في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى الإنقلاب العسكري الذي أدى بدوره إلى إنشاء ديكتاتورية يمينية نوفو استادو تحت حكم سلازار الذى كان حاكمًا مستبدًا للبرتغال وذلك عندما أصبح رئيسًا للوزراء فى سنة 1932م، هذا الإنقلاب الذى رحّب به معظم فئات المدنيين فى ذلك الوقت بسبب الرأى العام السائد فى البرتغال وقتها أن الأحزاب السياسية كانت هى سبب الإضرابات وهى أهم عناصر الفرقة بسبب صراعاتهم داخل البرلمان مما تسبب فى تلك الأزمة.

سالازار

سالازار

تلقى سالازار تعليمه فى مدرسة كاثوليكية وكان من المتوقع ان يصبح كاهنًا، وقد ارتبط مع العديد من الحركات الكاثوليكية، وارتبط بصداقة وثيقة مع مانويل غونسالفيس الذى اصبح فى سنة 1929م بطريرك لشبونة وقد جمعتهما هذه الصداقة القوية خلال سنوات دراستهما فى الجامعة بكويمبرا كما كانا يشتركان فى نفس السكن.

فى سنة 1928م تم تعيين سالازار وزيرًا للمالية بعد ان رفض هذا المنصب عدة مرات للتهرب من المشاكل المالية التى كانت تعانى منها البرتغال.

وفى عام 1932 أصبح سالازار رئيسًا للوزراء ثم أعلن في العام التالي دستورًا جعله حاكمًا استبداديًا، وقام بتأسيس الحزب اليمينى الديكتاتورى المعروف بإسم ستادو نوفو، وقد كان هذا النظام يخرس أى صوت معارض ويحابى الأغنياء وجعل العمّال البرتغاليين الأدنى أجرًا فى أوروبا وجّرم الإضرابات العمالية وجعل المنافسة مع باقى الأحزاب شكلية وصورية فقط، كما انشأ سالازار معسكرات الإعتقال فى المستعمرة البرتغالية جزر الرأس الأخضر وانشئ سجن Tarrafal الذى كان يطلق عليه مخيم الموت البطئ.

دعم انطونيو سالازار الجنرال فرناكو فى الحرب الأهلية الإسبانية ضد الحكومة اليسارية المنتخبة ديموقراطيًا والتى انقلب عليها فرانسيسكو فرناكو وكان يمده بالأسلحة والذخيرة حتى أطلق على ميناء لشبونة ميناء قشتالة.

وفى الحرب العالمية الثانية قرر سالازار ان تنتهج البرتغال سياسة الحياد، وكان على اقتناع تام بإن الحلفاء سوف يتنصرون وان بريطانيا ستهزم وان الولايات المتحدة لن تدخل الحرب.

في عام 1968م عانى سالازار من نزيف فى المخ جراء سقوطه على رأسه تسبب له فى شلل وتولى السلطة مكانه مارسيلو كايتانو، ومات سالازار بعد ذلك بسنتين.

وفى الإنتخابات عام 1973 لم يتورع النظام عن تزوير الإنتخابات كالعادة وبشكل فج بالإضافة إلى انتهاكات الشرطة ووحشيتها المفرطة فى استخدامها التعذيب بالإضافة إلى تورط البرتغال فى حروب استعمارية مع أنجولا وغينيا وبيساو وموزمبيق

ثورة القرنفل

ثورة القرنفل فى البرتغال

وتصاعد الغضب الشعبى وتحركت مجموعة من صغار ظباط الجيش للإطاحة بالنظام الديكتاتوري فى يوم 25 نيسان \ ابريل 1974م وتحرك معهم المجموعات اليسارية المعارضة للنظام الديكتاتورى، واستجاب الشعب وشارك فى الثورة وكانت هذه الأيام موسم زهور القرنفل فكان الشعب يضع زهور القرنفل فى فوهات بنادق الظباط ، كرمز لدعمهم، وفى الأسابيع التالية أصبح القرنفل فى كل مكان فى البرتغال ولذلك سميت ثورة القرنفل.

وحاصرت الجموع مارسيلو كايتانو، وفي الليل قامت الحشود بالإفراج عن مئات السجناء السياسيين وانهار النظام الديكتاتوري في البرتغال.

وبعد اضطراب ساد لمدة عامين وضعت البرتغال قدميها على طريق الديموقراطية.

قطار الليل إلى لشبونة

فيلم قطار الليل إلى لشبونة

من الأفلام التى ألقت الضوء على حكم سالازار الدموى الديكتاتورى وتناولت بعض أحداث ثورة القرنفل فيلم قطار الليل إلى لشبونة بطولة الممثل البريطانى جيرميى ايرونس، والفيلم مستوحى من رواية للكاتب الفرنسي باسكال مرسييه التي تحمل ذات العنوان وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *