توماس دي ترويكمادا، كاردينال دومنيكاني، وهو أول محقق عام لدى محاكم التفتيش الكنسيّة في إسبانيا بعد سقوط الأندلس، راهب الأثرياء وكبير كبار المحققين. ولد في بلد الوليد بقشتالة عام 1420 وتوفي عام 1498، أصبح إسمه أيقونة للرعب ومرادفًا لكل صور التعصّب والإرهاب الديني.
- مهمة ترويكمادا الأولى تتلخّص في تخليص (إسبانيا) من كل المهرطقين ومن كل بدعة، وقد كان هذا الكاردينال حجر الأساس لبناء محاكم التفتيش في إسبانيا والتي استمرت حتى عام 1834.
- كان مقربًا وعلى صلة وثيقة بالسياسة الدينية للملك فرديناند الثاني والملكة إيزابيلا الأولى الذان انهيا الوجود السياسي للأندلس بإسقاط آخر مدنها غرناطة عام 1492.
- كان مستشارًا للملكة إيزابيلا منذ طفولتها، وقد اتحذت هذه الملكة بصراعها مع الأندلسيين خطوات عنيفة شديدة الإضطهاد إلى جانب فرضت التنصرّ عليهم بالقوة.
- أشرف دي توركيمادا على صكّ معاهدة تسليم غرناطة مع وزراء بني الأحمر والتي تضمّن بموجبها حفظ حقوق الأندلسيين، وقد كان أول الغادرين بها .
- توّج من قبل الملكة القشتالية إيزابيلا الأولى عام 1474 كواحد من ثلاثة آباء رواحنين لعقيدتها الكاثوليكية وذلك كمكافأة له على تفانيه في الإخلاص للعقيدة وخدمته المتميزة كراهب.
- ورغم حقده الدفين على يهود الأندلس، إلا أن فرناندو ديل بلوجر Fernando del Pulgar -وهو مؤرخ معاصر له- يؤكد على أن جد توماس دي توركيمادا كان يهوديا وتنصرّ. ومن المفاجئ أنه كان سبب إقناع ملوك إسبانيا الجدد بطرد اليهود الأندلسيين لأنهم لن يخلصوا يوما للنصرانية التي يدعوّنها ولا فائدة من بقائهم في بلادهم.
- في 11 شباط فبراير 1486 أوكلت لـ توماس دي ترويكمادا مهمة التأكد من إخلاص تنصّر اليهود الأندلسيين الذين عرفتهم قشتالة بإسم تحقيري هو “مارانوس Marranos” أي الخنازير.
- بصفته المحقق العام، فقد أعاد توركيمادا تنظيم محاكم التفتيش الكنيسة التي أنشئت في قشتالة عام 1478، وأنشأ محاكم تفتيش في إشبيلية وجيّان وقرطبة وسرقسطة ومختلف مدن الأندلس
- رغم أن توماس دي توركيمادا قد أحرق أكثر من 17000 مسلم إلا أنه لا يتم الإعتراف إلا بـحرق 2000 فقط من الضحايا اليهود.
- بسبب عدائه الشديد لليهود الأندلسيين حرضّ الملكة إيزابيلا على حرق وتعذيب وطرد اليهود المنصّرين عنوة بهدف التقرب إلى الله وإثبات خلاصها للكاثوليكية، ولذلك فقد أصدرت مع زوجها فريدناند مرسوم طرد اليهود الأندلسيين في 31 مارس آذار عام 1492 ( عام سقوط الأندلس). وحينها غادر أكثر من 40.000 من اليهود الأندلسيين بلادهم.
- يعتبر توركيمادا أسطورة سوداء من محاكم التحقيق الإسبانية، فقد أصبح إسمه لقباً للقسوة والتعصب بإسم الدين، وقد وصفه سيباستيان دي أولميدو و Sebastián de Olmedo بـ “مطرقة الهراطقة” ونور إسبانيا وحامي بلاده وشرف مهنته!.