إدراج بلدة “فريخيليانا” الأندلسية كمعلم تاريخي

إدراج بلدة “فريخيليانا” الأندلسية كمعلم تاريخي

ترجمة: رهام ابراهيم

اتفق مجلس الحكومة الأندلسية بالتعاون مع مجمع التصنيف التاريخي على تسجيل قرية “فريخيليانا/Frigiliana” في الكتالوج العام للتراث والتاريخ الأندلسي. هذه القرية والتي تقع في منطقة “Axarquía”، تعدّ واحدة من القرى التي لازالت تحتفظ بطابعها الموريسكي، ويظهر ذلك من خلال شوارعها المموجه العالية، ومنازلها الصغيره البيضاء وتواؤمها مع طبيعة جبال “la sierra de Almijara” ومبانيها المرتبطة بصناعة قصب السكر.

تعود أصول قرية فريخيليانا منذ الإحتلال الفينيقي، حيث وثق الوجود البشري هناك منذ أواخر العصر الحجرى الحديث. أيضاً كانت مأهولة في العصر الروماني وكان له التأثير المباشر في العمارة، ولم يمنع التأثر بالحضارة الإسلامية.

تقع قرية فريخيليانا في مقاطعة مالقة بإقليم الأندلس، سكنها الموريسكيون في الحقبة الإسلامية حيث شهدت ثورة البشارات. وتعتبر هذه المدينة مشهد من مشاهد الحضارة العربية التي تركها المسلمون في الجزيرة الأيبيرية.

وتوثيقاً لهذا الماضي الثري، يحتفظ المجمع التاريخي بمخطوطات فريدة ومتنوعة، لشوارع متقاطعة ذات درجات سُليمة وأشكال لأسوار الحصون المحتلفة وأماكن متنوعة بين العام والخاص. ويُطلق على الحي الموريسكيّ ” barriobarto ” حيث الشوارع ذات الدرجات السُلمية والمنازل البيضاء التي يقوم السكان بتزينها كل عام بالزهور ذات الألوان المختلفة في مواسم الإحتفالات.

حصلت قرية فريخيليانا أكثر من مرّة على لقب “المدينة الأجمل” فى مالقة كما أنها أكثر المدن الأندلسية حفاظاً على طابعها الموريسكي العربي.

أدخل العرب إلى فريخيليانا زراعة البساتين وقصب السكر، وخصصوا أمكان لزراعتة على سفوح الجبال، ولا تزال موجودة حتى الآن.

بعد الإسترداد المسيحي، وطرد المريسكيين وإخلاء المنطقة، بدأت في نهايات القرن السادس عشر إعادة إعمار المدينة، مما أضاف عناصر جديدة إلى تكوينها التاريخي.

وإذا قمت بجولة في المدينة ستجد على حوائطها بعض الرسومات التي صُممت من الفسيفساء، بعضها يحكي عن المدينة ومعاركها مثل معركة الصخرة عام 1569 التى انتهت بهزيمة الموريسكيين، وأخرى تحكي عن ثورة البشارات وأحداث الطرد. كما توجد لوحات تحكي عن النشاط الزراعي مثل زراعة العنب وقصب السكر والزيتون.

زراعة قصب السكر

زراعة قصب السكر

cultivo 2

لوحة توصف قطف العنب والذى إشتهرت به هذه المدينه عن غيرها

 

تم تهجير سكان المدينة من الموريسكيين إلى الشمال الإفريقي وأتجه معظمهم إلى مدينة تطوان شمال المغرب، وتم أسر جزء من النساء والأطفال في قصر الحمراء وأصبحوا فيما بعد جوارى وعبيد.

matanza

لوحة توصف إحدى المعارك

matanza3

لوحة توصف الأسر والتعذيب

 

بالإضافة لقصب السكر والاهتمام بالزراعة وإستغلال المياة قديماً، تم بناء ما يعرف” بالماكينات” وهي عبارة عن ثلاث مبانٍ صغيرة مخصصة لقصب السكر بالإضافة إلى “أبيرو/Apero” وهو مكان توضع فيه المعدات وتم تحويله إلى بيت ثقافي. ومن الأماكن المهمة أيضاً في قرية فريخيليانا الشارع الملكي والثكنة القديمة للحرس المدني.

ومنذ بدايات القرن السابع عشر نشطت عملية الإعمار، وفي عام 1640 حصلت فريخيليانا على لقب “Villa” واستقلت عن إقليم “Vélez”. وفي هذه الحقبة أيضاً تم بناء كنيسة سان أنطونيو “San Antonio” ذات البناء الباروكي الرائع.

شهد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تطوراً ملحوظاً في المنطقة المعنية باستغلال قصب السكر وخصوصاً العنب، وتسبب نوع من أنواع الحشرات الضارة في انخفاض مستمر حتى القرن العشرين. واتسعت عملية الإسكان إلى التجمعات السكينة خارج القرية في الطرق الحالية في الأندلس وأمير استورياس. وأدى الإقبال السياحي على فريخيليانا في بدايات النصف الثاني من هذا القرن إلى زيادة البناء والتعمير.

وعلى الرغم من أن المجمع قام بتصنيف القرية كجزء واحد إلا إنه يمكن تقسيمها إلى ثلاث مناطق:

المنطقه الأولى: وهي المنطقة ذات الطابع الموريسكي، وتقع بالقرب من القلاع وتتميز بأنها الأكثر شهرة، كما تتميز بمعمارها الأصلى المتميز.

المنطقه الثانية: وتقع في الشارع الملكي”Calle real” وسكانها من الطبقة الثرية وتتميز بمنازلها الكثيرة والعالية.

المنطقه الثالثة: وهي منطقة التجمعات السكنية وتقع على الجانب الشرقي من قرية فريخيليانا القديمة ويغلب عليها الطابع الإنتاجي حيث توجد مصانع قصب السكر والآلات والأنشطة التجارية المتعددة.

وفيما يخص هذه المناطق الثلاث والتي تُشكل التكوين التاريخى للمدينة، جاء قرار الإعلان بعمل حدود لحماية قطاعين أحدهما في الجنوب الشرقي والآخر في الشمال الشرقي. والذي شمل أيضاً “قلعة ليثار/Castello de Lízar” والتي تتم حمايتها كتراث ثقافي حيث اندثر جزء كبير من معالمها.

 

المصدر:

http://www.canalsur.es/noticias/cultura/la-junta-declara-a-frigiliana-conjunto-historico/512694.html

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *