الموريسكيون في البرتغال

الموريسكيون في البرتغال

دراسات عديدة صدرت بخصوص الجالية الموريسكية في اسبانيا اعتمد فيها أصحابها على مصادر كثيرة ومتنوعة، وأصبحت محاضر محاكم التفتيش أهمها فى العقود الأخيرة، ولم يجذب الموضوع الباحثين الإسبان وحسب، بل شاركهم في ذلك باحثين من دول مختلفة، وعلى العكس من ذلك لم تحظى الدراسات الموريسكية في البرتغال بالإهتمام ويبدو أن الدراسات حول الإسلام والموريسكيين في البرتغال لن تعرف جديدًا يذكر في السنوات المقبلة وذلك لعدة عوامل منها:

  • عدم وجود متحدثين باللغة العربية وغيابها عن الجامعات البرتغالية وهي اللغة التى تظل المفتاح الضرورى لولوج الدراسات العربية الإسلامية.
  • عدم الإهتمام بمرحلة الوجود العربي الإسلامي في البرتغال بالرغم من أنه دام من القرن الثامن الميلادي إلى القرن الثالث عشر الميلادي وأنه ترك بصمات لاتزال واضحة إلى يومنا هذا بالبلاد، على مستوى اللغة، والثقافة، وأسماء الأماكن، وحتى في ملامح الناس.

ويبدو أن البرتغاليين اعتبروا لمدة طويلة، ولأسباب تاريخية وسياسية فترة الوجود الإسلامي ببلادهم وصمة عار حاولوا طمسها والتنكر لها وتجاهلها.

ومن حسن الحظ أن ظهرت خلال مبادرات شخصية كانت علامات تحول في موقف المثقفين من المرحلة الإسلامية،على سبيل المثال: عندما قام “Mertola” بمبادرة شجاعة من الباحث “Torres Claufio” وعدد من الباحثين الذين كرسوا اهتمامهم لإعادة الإعتبار للمرحلة الإسلامية ورجالها، وهكذا صدرت خلال السنوات الأخيرة عدة دراسات ضمن سلسلة تحمل اسمًا معبّرًا “مكتبة الدراسات العربية”.

وفي هذا الإطار صدرت سنة 1999 دراسة عن موريسكي البرتغال تحمل عنوان: “موريسكيون ومسيحيون في برتغال القرن السادس عشر”.

وتعتبر المؤلفة من الباحثين الشباب وتعمل حاليًا أستاذة بكلية الآداب بجامعة لشبونة، خصصت المؤلفة القسم الأول لظهور المشكل الموريسكى بشبه الجزيرة الإيبيرية وطرحته فى ثلاث فقرات:

  • الأقليّات الدينية خلال القرون الوسطى.
  • التنصير الإجبارى وبروز المشكّل الموريسكي في كل من إسبانيا والبرتغال.
  • تنقلات الأقليّة الموريسكية بالرقعة الجغرافية المذكورة.

ونجد أيضًا أنحضور إسبانيا قد طغى على الطرح ونادرًا ما تعرضّت الباحثة لما حدث في البرتغال، فحتّى حينما تعرضت بالدراسة في الفقرة الثانية لبروز المشكل الموريسكي في شبه الجزير الآيبرية كاد حديثها يقتصر على إسبانيا!.

تحدثت الباحثة عن الوجود الموريسكي في فترة المجاعة “1520 -1521” وتناولت ما يفهم منه أن الموريسكيين كانوا مجموعة فقيرة تتكون من عبيد وأحرار وكانوا يمتهنون حرفًا متواضعة (حمّالون بسوق الحبوب مثلًا).

وتناولت قلة معرفة الموريسكيين بعقيدتهم الجديدة وعدم اعتبارهم لدينهم الجديد ورغبتهم فى التمسك بالإسلام مع عدم معرفتهم بلغة البلاد وتمسكهم بلغتهم الأصلية.

أما المرحلة الأخيرة في الكتاب فتخص مراحل إضطهاد المحققين للجالية الموريسكية وعلاقة أفرادها بمحاكم التفتيش الدينية وقد اعتبرت أن المحقيين تابعوا خلال القرن السادس عشر عددًا قليلًا من الموريسكيين، وأن القمع احتد خلال مرحلتين 1541- 1543 و 1553- 1562.

كما أشارت إلى معاملة المسيحين للموريسكيين ونفورهم منهم واضمارهم العداء لهم.

وعليه لم تتمكن الباحثة “Isabel Mendes Braga” من الأحاطة بكل جوانب الموضوع، وتناولت أوضاع موريسكيو البرتغال بشكل سطحى وسريع، ولم تُحسن استغلال مصادر محاكم التفتيش التي لم تعد إليها بشكل شامل وتنبت منهجًا فوّت عليها فرصة تعميق قضايا كثيرة.

________________________________________________

اقتباسات من بحث بعنوان الدراسات الموريسكية في البرتغال حصيلة هزيلة تقديم: أحمد بوشرب

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *