المعتمد ابن عباد

المعتمد ابن عباد

تثير شخصية المعتمد ابن عباد(أبو القاسم المعتمد على الله بن عبَّاد -وكذلك لُقِّب بـالظافر والمؤيد 431 هـ – 488 هـ / 1040 – 1095م) إعجاب البعض و سخط البعض الآخر. والحقيقة أنها شخصية جدلية قد تُصنَّفُ في كفة الخير و في كفة الشر أيضا خاصة لدى الأشخاص الذين يربطون اسم المعتمد ابن عباد دائما بخصومته ليوسف ابن تاشفين، ولا يستطيعون التعامل معها كشخصية تاريخية مستقلة. أمَّا في كفةِ الخير: فقد كان المعتمدُ بن عباد ملكا شجاعا، وفارسا مقداما يشهد له على ذلك قوة عزيمته في معركةِ الزلاقة.كان ملكاً على إشبيلية في عصر ملوك الطوائف . ووسَّع ملكه فاستولى على بلنسية ومرسية وقرطبة قبل أن يقضي على إمارته المرابطون. ولد في باجة (في البرتغال حالياً) .

601559_10151471370149763_1852079398_n

تمثال للمعتمد ابن عباد بمدينة شلب البرتغالية. استولى المعتضد بن عباد صاحب إشبيليةعلى مدينة شلب سنة 1051 م وولى عليها ابنه المعتمد ابن عباد

 

كما يُحسب له في كفة الخير أيضا إرساله إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، يطلب تأييده ودعمه ونصرته حين نهاه البعض عن ذلك مخافة ضياعَ ملكِه. فقال حينها كلمته الشهيرة التي لازال يتناقلها أهلُ التاريخ والأدب: “رعيُ الجمالِ خيرٌ من رعي الخنازير”. حيث حاول ألفونسو السادس ملك قشتالة مهاجمة مملكته، فاستعان المعتمد بحاكم المرابطين يوسف بن تاشفين، وخاض معه معركة الزلاقة التي هزمت بها الجيوش القشتالية(1091م). كما كان المعتمدُ شاعرا فحلا، أندلسيَّ الطبع، محبوبا وذا ظرف و طيبة. أما في كفةِ الشر: نذكر حادثة غدره لأميرَ قرطبة عبدالملك بن جهور واحتلال بلده، و انصرافه للبذخ ومن ذلك قصة يوم الطين. وهي قصة إذا ما نُظر لها بشكل مستقل عن شؤون الرعية، قد تصنف بطريقة إيجابية لأن بها من الجمال والرومانسية ما يظاهي أجمل قصص العشق التي حدثت في تاريخ البشرية. نضيف إلى ذلك أنَّ المعتمدَ لم يتردد في الاستغاثةِ بألفونسو ليردَّ حصار ابن تاشفين عن مدينتِه.و اشتبك مع المرابطين في معارك صغيرة متكرّرة ، آملاً استنزاف قواهم، إلا أنَّه فشل في ذلك. إذ يصعب على المرء أن يصبر عن رؤية ملكه وملك أجداده يزول أمام ناظريه ! وحياة الذل والأسر في انتظاره وتحاصر ذويه.

استولى يوسف ابن تاشفين على إشبيلية وأسر المعتمد، ونفاه إلى أغمات في المغرب. وأثارت قسوة يوسف بن تاشفين بتضييقه على المعتمد في أسره وإنهائه لحكم المعتمد حفيظة عدة نقاد ، باحثين ومؤرخين ما بين مؤيد ومعارض.

تستحق شخصية المعتمد ابن عباد المثيرة للجدل منا تخليدا والتفاتة متواضعة ووقفة إجلال لإبداعاته الشعرية. وإذا خلد الغرب قصة روميو وجوليت فلنا أن نخلد قصة حب المعتمد وزوجته اعتماد. لذلك سنحاول في هذا البحث المتواضع استحضار بعض تفاصيل حياته التراجيدية من عز الملك لذل الأسر، مع الوقوف على بعض الإبداعات الفنية ، الموسيقية والأدبية المعاصرة و التي تخلد اسم المعتمد ابن عباد في المحاور التالية:

1- المعتمد ابن عباد و زوجته اعتماد الرميكية.

2- المعتمد ابن عباد الملك الشاعر.

3- طرائف من حياة المعتمد ابن عباد.

4- المعتمد ابن عباد في إنتاجات فكرية و أدبية معاصرة .

5- المعتمد ابن عباد في أعمال فنية .

6- المعتمد ابن عباد كاسم موسيقي.

7- المعتمد ابن عباد عنوان لأنشطة ثقافية.

8- ضريح المعتمد ابن عباد

…………

19443_290482539762_2245081_n

نصب تذكاري للمعتمد ابن عباد بمدينة إشبيلية كُتِب عليه ” من مدينة إشبيلية إلى ملكها الشاعر المعتمد ابن عباد في الذكرى المئوية التاسعة لنفيه الحزين في السابع من سبتمبر 1091″

1- المعتمد ابن عباد و زوجته اعتماد الرميكية.

هي اعتماد الرميكية . كانت جارية للتاجر رميك ابن الحجاج.كانت على قدر كبير من الجمال،وعلى دراية بالشعر والأدب. في أحد الأيام، وبينما كان المعتمد بن عباد يتنزه مع وزيره ابن عمار على ضفاف الوادي الكبير قال المعتمد واصفا الماء المتموج وطالبا من ابن عمار أن يجيز:”صـنـع الـريـح من الـمـاء زرد “. وأمام صمت ابن عمار الذي طال، أتمت اعتماد قول المعتمد “أي درع لـقـتـال لـجمـد “. فأعجب المعتمد بجمالها وسرعة بديهتها فلم يتخدها له كجارية بل تزوجها ورفع من شأنها ليمنحها الجميع لقب السيدة الكبرى بعد ذلك.

45341_10151534625759763_639017597_n

تذكار لاعتماد الرميكية زوجة المعتمد ابن عباد بأحد أزقة باشبيلية. وقد كتب عليه : ” اعتماد جارية وملكة. أحب المعتمد ، آخر ملك عربي لاشبيلية، اعتماد التي كانت جارية. جمالها، قصيدة شعر وحب المعتمد، جعلوا منها ملكة على اشبيلية.”

أحب المعتمد زوجته اعتماد الرميكية فأسرف في تدليلها. زرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا أزهر بياضا بدى وكأنه محملا بالثلج وذلك إرضاءا لها إذ يعلم أنها تحب الثلج وتحن لرؤيته. وفي أحد الأيام رأت اعتماد فلاحات يمشين في الطين و ينشدن بنشاط و فرح وحيوية ، فاشتهت المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها طينا من الطيب . سُحقت كميات هائلة من الطيب والمسك والكافور وماء الورد ووُضعت على هيئة عجين حتى بدى كالطين بساحة القصر ، فخاضته مع جواريها . وحدث أن غاضبها المعتمد ذات يوم ، فأقسمت أنها لم تر خيرا منه قط ، فقال لها : ولا يوم الطين ؟ وجرى هذا القول مثلا للمرأة تنكر على زوجها فضله عليها.شاركت اعتماد زوجها المعتمد عز الملك وذل الأسر فصبرت وحاولت أن تخفف من وطأة الأسر والنفي على زوجها المعتمد ابن عباد وذلك بإضفائها نوعا من المرح فمرة قالت الرميكية لزوجها المعتمد : ” ياسيدي “لقد هُنا هنا ” وقالت أيضا في مرضه: ” يا سيدي ، ما لنا قدرة على مَرْضاتك في مرضاتك”.عشقها المعتمد فاشتق حروف لقبه “المعتمد” من حروف اسمها “اعتماد”. في آخر حياتهما بالمنفى ، مرضت اعتماد فتوفيت، فلحق بها المعتمد إذ وافته المنية بعدها بأيام معدودات.

يقول المعتمد ابن عباد في زوجته اعتماد:

حب اعتمادٍ في الجوانح ساكنٌ لا القلبُ ضاف به، ولا هو راحل

يا ظبيةً سلب فؤاد محَمدٍ أو لم بُروَعك الهزبرُ الباسلُ

من شكَ أنيَ هائمٌ بك مغرم فعلى هواك له علىَّ دلائلُ

لون كسته صفرةُ، ومدامعٌ هطلت سحائبها وجسم ناحل

ويقول أيضا:

يا قَمَراً أَصبَحَ لي مالِكا …لا تَترُكَنّي هَكَذا هالِكا

وَفَلذَةَ الكبدِ الَّتي ضَمَّها… مَبيتُها الدهرَ بأوحالكا

رَقَّ عَلى قَلبِ العَميدِ الَّذي… يَوَدُّ أَن يَجري عَلى بالكِا

حسنت في خَلق وَخُلقٍ …فَلِم رَضيتَ بِالقُبحِ لِأَفعالِكا

ومن المعتمد ابن عباد إلى زوجته اعتماد :

يا ليت مدة بعدك … رشيقة مثل قدك

كمدة الورد ورد الر … بيع لا ورد خدك

فعمر ذا عمر صبري … وعمر ذا عمر صدك

رضيت منك وإن لم … تنجز بلذة وعدك

ويقول أيضا:

لا تحسبي أني سلو … تُ لما توالى من فراقك

هذي جفوني أقسمت …لا تلتقي ما لم تلاقك

فصلي جميل الظن بي … وثقي فقلبي في وثاقك

ويقول:

كتبتُ وعندي من فراقك ما عندي… وفي كبدي ما فيه من لوعة الوجد

أغائبة عني وحاضرة معي … لئن غبت عن عيني فإِنك في كبدي

 

-اعتماد الرميكية في أعمال نثرية:

ساهمت عدة عوامل في ولادة جديدة لشخصية اعتماد الرميكية زوجة المعتمد ابن عباد. فأصبحت مصدر إلهام للعديد من الإنتاجات الأدبية التي تضفي الخيال على ما هو تاريخي لتثير شهية القارئ. نذكر على سبيل المثال كتاب «الكونت لوكانور

Libro del conde lucanor

الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص المستوحاة من حكايات عالمية خاصة من التراث العربي و الصيني. وحكايات «الكونت لوكانور» شبيهة بحكايات كليلة ودمنة من حيث الأسلوب المعتمد في سرد الحكاية، توجه استفسارات إلى حكيم فيجيب عن طريق تقديم حكاية أو مثل شعبي. قدم الكتاب حكايتي :

– حنين الرميكيَّة لتساقط الثلج: وهي مقتبسة عن متن تاريخي حيث يقال أن اعتماد الرميكية طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض. – وحكاية “ولا يوم الطين” حيث اشتهت اعتماد المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها خليط من المسك والكافور و ماء الورد حتى عاد كالطين ، فخاضته مع جواريها . وحدث أن غاضبها المعتمد ذات يوم ، فأقسمت أنها لم تر منه يوما حسنا ، فقال لها : ولا يوم الطين ؟ فأصبح مثلا للمرأة التي تنكر نعم زوجها. وتأتي الحكايتان تحت عنوان : «ما حدث للمعتمد ملك إشبيلية مع زوجته الرميكية» يُنسب الكتاب للكاتب والسياسي الإسباني دون خوان مانويل Don Juan Manuel الذي نشأ في بيئة ثقافية بجوار عمه ألفونسو العاشر الملقب بالحكيم أوالعالم.

JuanManuel

(الصورة للكاتب”دون خوان مانويل”)

 

وحكايات «الكونت لوكانور» شبيهة بحكايات كليلة ودمنة من حيث الأسلوب المعتمد في سرد الحكاية، توجه استفسارات إلى حكيم فيجيب عن طريق تقديم حكاية أو مثل شعبي. قدم الكتاب حكايتي : وحكايات «الكونت لوكانور» شبيهة بحكايات كليلة ودمنة من حيث الأسلوب المعتمد في سرد الحكاية، توجه استفسارات إلى حكيم فيجيب عن طريق تقديم حكاية أو مثل شعبي.

قدم الكتاب حكايتي :

– حنين الرميكيَّة لتساقط الثلج: وهي مقتبسة عن متن تاريخي حيث يقال أن اعتماد الرميكية طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض.

 

– وحكاية “ولا يوم الطين” حيث اشتهت اعتماد المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها خليط من المسك والكافور و ماء الورد حتى عاد كالطين ، فخاضته مع جواريها . وحدث أن غاضبها المعتمد ذات يوم ، فأقسمت أنها لم تر منه يوما حسنا ، فقال لها : ولا يوم الطين ؟ فأصبح مثلا للمرأة التي تنكر نعم زوجها.

وتأتي الحكايتان تحت عنوان : «ما حدث للمعتمد ملك إشبيلية مع زوجته الرميكية».

يُنسب الكتاب للكاتب والسياسي الإسباني دون خوان مانويل Don Juan Manuel الذي نشأ في بيئة ثقافية بجوار عمه ألفونسو العاشر الملقب بالحكيم أوالعالم.

2- المعتمد ابن عباد الملك الشاعر.

اهتم المعتمد بن عباد كثيراً بالشعر، وكان يقضي الكثير من وقته في مجالسة الشعراء، فظهر في عهده شعراء معروفون مثل أبي بكر بن عمَّار وابن زيدون وابن اللبانة وغيرهم. ويقال بأن كانت له دارا لا يدخل عليه أحد فيها غير الشعراء وكان يوم الإثنين من كل أسبوع. ومن شدة ولع المعتمد ابن عباد بالشعر كان في كثير من الأحيان يبعث لوزرائه رسائل شعرية بدل الرسائل النثرية البسيطة.

اشتهر بطيبته و بمعاملته الحسنة لوزرائه. كتب مرة لابن زيدون بعد أن حُط في مكانة أقل من مكانة المعتمد الذي كان أميرا حينها ويمتثل لأوامر والده:

أيها المنحط عني مجلسا //وله في النفس أعلى مجلس

بفؤادي لك حب يقتضي //أن تُرى تُحمل فوق الأرؤسِ

 

tidcar chalab

تذكار بمدينة شلب البرتغالية يخلد أبيات المعتمد ابن عباد لصديقه ابن عمار: ‘ألا حَيّ أوطاني بشَلَب أبا بكر…وسَلهُن هل عَهدُ الوصال كما أدري’

 

أرسل أحد حُساد ابن زيدون إلى المعتمد ابن عباد شعرا يعرّض فيه بابن زيدون ويغري المعتمد بقتله.

فكتب المعتمد على ظهر الورقة التي فيها الشعر:

 

خُنتُم وَرُمتُم أن أَخون وَرُبَّما… حاوَلتُمُ أَن يُستَخَفَّ يَلَملَمُ

وَأرَدتُمُ تَضييقَ صَدرٍ لَم يَضِق …وَالسُمرُ في ثُغَر النحورِ تُحَطَّمُ

وَزَحَفتُمُ بِمَحالِكُم لِمُجَرّبٍ… ما زالَ يَثبُتُ لِلمَحال فَيَهزِمُ

أَنّى رَجَوتم غَدرَ من جَرَّبتمُ …مِنهُ الوَفاءَ وَظُلمَ مَن لا يَظلِمُ

أَنا ذَلِكُم لا البَغيُ يُثمِرُ غَرسُهُ… عِندي وَلا مَبنى الصَنيعَة يُهدَمُ

كُفّو وَإِلّا فاِرقُبوا ليَ بَطشَةً …يُلقى السَفيهُ بِمِثلِها فَيُحلَّمُ

 

فبلغ ذك لابن زيدون فأنشأ خمسين بيتا يمدح المعتمد ويشكره على تخييب مسعاة الساعين.

تقول رسالة المعتمد ابن عباد لابن تاشفين يدافع فيها عن نفسه في طلب الإستعانة من النصارى:”لو فعلته قبل أن تؤخد بلدي بطرا، كنت ألام ، وأما بعد أن رأيت طلبي في الروح ، اضطرتني الضرورة إلى ذلك للمدافعة ولو يوما واحدا. أمضى المعتمد ذل الأسر الذي استمر لأربع سنوات إلى أن وافته المنية . تعد القصائد التي قالها في منفاه، وهو في “أغمات”، وصوّر فيها مرارات السجن وآلام النفي من روائع الشعر العالمي، فلنسمعه يخاطب قيده:

قيدي، أما تعلمني مسلماً … أبيتَ أن تشفق أو ترحما؟

دمي شراب لك واللحم قِد… أكلته، لا تهشم الأعظما

يبصرني فيك أبو هاشم … فينثني القلب وقد هشما

ارحم طفيلاً طائشاً لبه … لم يخش أن يأتيك مسترحما

وارحم أخيات له مثله … جرعتهن السمّ والعلقما

منهن من يفهم شيئاً فقد … خفنا عليه للبكاء العمى

والغير لا يفهم شيئاً فما … يفتح إلا للرضاع فما

ويقول أيضا:

اِقنَع بِحَظِك في دُنياكَ ما كانَا .وَعَزِّ نَفسِكَ إِن فارَقت أَوطانا

في اللَه مِن كُلِّ مَفقودٍ مَضى عِوَضٌ فأشَعر القَلبَ سُلوانا وَإِيمانا

أَكُلَّما سنحت ذِكرى طَربتَ لَها مَجَّت دُموعكَ في خدّيكَ طوفانا

أَما سَمِعتَ بِسُلطانِ شبيهكَ قَد بَزَّتهُ سودُ خُطوب الدَهر سُلطانا

وَطِّن عَلى الكُرهِ وَاِرقُب إِثرَهُ فَرجاً وَاِستَغفِر اللَهَ تَغنَم مِنهُ غُفرا

 

ويقول بمنفاه بأغمات:

أليس الموتُ أروح من حياةٍ.. يطول على الشقي بها الشقاءُ

ومن يك من هواه لقـاء حِبٍّ.. فإن هوايَ مـن حتفي اللقاءُ

179777_10151656868769763_815296610_n

ساحة المعتمد ابن عباد في شلب

 

صار المعتمد ابن عباد يشتهي الموت في أواخر أيامه، ويفضله على حياة الذل والأسر والقهر، فكيف يرغب في العيش من يرى بناته عاريات حافيات الأقدام، بعد أن كن يرفلن بالحرير ؟

دعا لي بالبقاء وكيف يهوى … أسير أن يطول به البقاء؟

أليس الموت أروح من حياة … يطول على الأسير بها الشقاء؟

أأرغب أن أعيش أرى بناتي… عواريَ، قد أضر بها الحفاء؟

ويقول أيضا بمنفاه بأغمات:

غنتك أغماتية الألحان… ثقلت على الأرواح والأبدان

قد كان كالثعبان رمحك في الوغى… فغدا عليك القيد كالثعبان

قلبي إلى الرحمن يشكو بثه … ما خاب من يشكو إلى الرحمن

يا سائلاً عن شأنه ومكانه … ما كان أغنى شأنه عن شاني

ثارت طائفة من أهل فاس ضد حكم يوسف ابن تاشفين فعاقبهم بالسجن بمدينة أغمات . وكان فيهم طائفة شعرية طلبت الإستراحة إلى المعتمد ابن عباد الذي سرعان ما أنس بجوارهم . لما أُطلقَ سراحهم ، بكى المعتمد فراقهم وقال حين دخلوا عليه مودعين:

أما لانسكاب الدمع في الخد راحة … لقد آن أن ينفي ويقنا به الخد

هبوا دعوة يا آل فاس لمبتل … بما منه قد عافاكم الصمد الفرد

تخلصتم من سجن أغمات والتوت … عليّ قيود لم يحن فكّها بعدُ

من الدهم أمّا خلقها فأساودَ … تلوى وأمّا الأيد والبطش فالأسدُ

وللمعتمد اشعار رثى فيها الحال التي امسى عليها بعد الدي كان عليه من عز وجاه وثراء:

 

غريب بـأرض المغربيـن أسيـر سيبكـي عليـه منبـر وسـريـر

وتندبه البيـض الصـوارم والقنـا وينهـل دمـع بينـهـن غـزيـر

سيبكيه في زاهيه والزاهر النـدى وطلابـه , والعـرف ثـم نكـيـر

إذا قيل في أغمات قد مات جـوده فما يرتجـى للجـود بعـد نشـور

مضى زمن والملك مستأنـس بـه وأصبح عنه اليـوم وهـو نفـور

 

ومن أشعاره في منفاه بأغمات شرق مدينة مراكش المغربية حين دخلت بناته عليه في يوم العيد بثياب رثة و أقدام حافية:

فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا

فساءك العيدُ في أغمات مأسورًا

ترى بناتك في الأطمارِ جائعة

يغزلْن للناس لا يملكْنَ قِطميرا

برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً

أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا

يطأْنَ في الطين والأقدام حافية

كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا

 

قبل توجه المعتمد ابن عباد لمنفاه الأخير بأغمات أقام فترة بطنجة.فخرج إليه الشعراءُ والفقراء يسألونه النوالَ وهو أسيرٌ معدم فقال

شعراءُ طنجة كلهم والمغربِ

ذهبوا من الإغراب أبعدَ مذهب

سألوا العسيرَ من الأسير وإنهُ

بسؤالهم لأحق منهم فاعجبِ

لولا الحيـاءُ وعـزةٌ لخميةٌ

طيّ الحشـا لحكاهمُ في المطلبِ

1470220_10152000180984763_1123357200_n

زقاق المعتمد ابن عباد في مدينة العرائش شمال المغرب

 

ودائما في طريق المعتمد ابن عباد إلى منفاه بأغمات مر على ناس خارجين للإستسقاء لتأخر الغيث. فقال:

خرجوا ليستسقوا فقلتُ لهم

دمعي ينوب لكم عن الأنواءِ

قالوا: حقيقٌ! في دموعك مقنعٌ

لكنهـا ممـزوجة بـدماءِ

 

و يقول في رثاء ابنيه المأمون والراضي:

 

يا غيمُ: عيني أقوى منك تهتانا أبكي لحزني, وما حُمّلْتَ أحزانا

ونارُ برْقك خبو إثْرَ وقْدتها ونارُ قلبي تبقي الدهْرَ بُركانا

نارٌ وماءٌ صميمُ القلب أصلهُما متى حوى القلبُ نيراناً وطوفانا

ضدّانِ ألّف صرفُ الدهر بينهما لقد تلوّن فيّ الدهرُ ألوانا

بكيْتُ فتْحاً, فإذ ما رُمْتُ سلوْته ثوى يزيدُ, فزادَ القلبَ نيرانا

يا فِلْذتيْ كبدي, يأبى تقطّعُها من وجدها بكما, ما عشتُ, سُلوانا

لقد هوى بكما نجْمان ما رَمَيا إلا من العُلْوِ بالألحاظ كيوانا

مُخفِّفٌ عن فؤادي أنّ ثُكْلكما مُثقّلٌ ليّ يوم الحشْر ميزانا

يا فتْحُ, قد فتحت تلك الشهادةُ لي بابَ الطّماعة في لُقْياكَ جذلانا

ويا يزيدُ, لقد زاد الرّجا بكما أن يشفع اللهُ بالإحسانِ إحسانا

لما شفعْتَ أخاكَ الفتْح, تتبعهُ لقّاكما الله غُفرانا ورضوانا

منّي السلامُ ومن أُمٍّ مفجّعةٍ عليكما أبداً, مَثْنى ووُحْدانا

أبكي وتَبكي, ونُبْكي غَيْرنا أسفاً لدى التذكّر, نسْواناً وولدانا

 

3- طرائف من حياة المعتمد ابن عباد.

لقد كان في عهد المعتمد ابن عباد لصا شهيرا يلقبونه بالباز الأشهب.لم يكن لصا عاديا بل كان يتفنن في السرقة! ومن حيله الكثيرة أنه سَرق وهو مصلوب على خشبته.

أمر المعتمد بصلبه وبينما هو مصلوب على خشبته وامرأته وابنته يبكيانه مَرَّ عليهم بدوي على راحلته المحملة بالثياب والبضائع فلما رآه الباز الأشهب لم يقاوم فكرة السرقة رغم أنه مصلوب! فنادى الرجل وسأله:”أتستطيع النزول إلى البئر وتُخرج منه مائة دينار رَميتها عندما قرَّروا صَلبِي وأتقاسمها معك؟”وافق البدوي ولما صار في البئر قامت زوجة الباز بقطع الحبل وعلق الرجل هناك، فسرقت الزوجة والبنت بضائعه وغادرن المكان .تم إخراج البدوي بعد ذلك. ولما وصلت أخبار هذه الحادثة الطريفة للمعتمد ابن عباد أمر باحضار البازالأشهب وقال له كيف فعلت ذلك وأنت مصلوب تنتظر الموت؟! فقال له اللص “لو علمت ما في السرقة من متعة لتخليت عما أنت فيه من مُلك وتفرغت لها” ، فضحك المعتمد من منطقه ووبَّخه وأمر له بمرتب يُعِينُه على ترك السرقة وتعهد اللص للمعتمد بالتوبة.

ويحكى أيضا أن مر المعتمد ابن عباد يوما مع وزيره ابن عمار بباب شيخ كبير كثير التندير والفكاهة. فقال لابن عمار: تعال نطرق باب هذا الشيخ حتى نضحك معه. فضربا عليه الباب .فقال: من هذا؟ فقال ابن عباد : إنسان يرغب أن تصلح له الفتيلة. فقال: لو ضرب ابن عباد بابي في هذا الوقت ما فتحتُ له. فقال: فإني ابن عباد فقال: مصفوع ألف صفعة.فضحك ابن عباد حتى سقط على الأرض وقال لوزيره: امض بنا قبل أن يتعدى الصفع منك القول إلى الفعل. وفي الغد وَجَّه المعتمد للشيخ ألف درهم. وقال لموصلها: قل له هذه من الألف صفعة التي كانت البارحة.

ويحكى أيضا أن غضب المعتمد على ابنه الراضي حينما تباطئ في أعمال الحرب وانشغل بالقراءة.. إلا أن عاطفته غلبته فكتب لابنه يمازحه:

المُلكُ في طي الدفاتر فتخل عن قود العساكر

 

 

4- المعتمد ابن عباد في إنتاجات فكرية و أدبية معاصرة .

-تْرِينا …عاشقة المعتمد ابن عباد

549428_10151465228344763_62011079_n

الشاعرة ترينيداد سانتشيث ميركادير

 

هامت الشاعرة ترينيداد سانتشيث ميركادير (Trinidad Sanchez Mercader) بشخصية المعتمد بن عباد إلى درجة إصدار مجلة تحمل إسمه تولت إدارتها وساعدها في تحريرها لفيف من الإسبان إضافة إلى المغربي إدريس الديوري.صدرت مجلة المعتمد بالعرائش من العدد1 إلى غاية 24، ثم بتطوان من 25 إلى 30 وتوجد الآن محفوظة بالمكتبة الوطنية بمدريد ضمن الوثائق النادرة.. وقد آلت ترينا على نفسها إعادة صياغة حياة هذا الأمير الشاعر الأسير ولو إبداعيا وعرف عنها تقصيها للطريق التي قادت المعتمد إلى منفاه الأخير بأغمات بالمغرب ووقفت على قبره وخصته ببكائية من أحر ما قيل في التفجع، ترجم منها الدكتور عبد الله حمادي بعض المقاطع. ترينا أو ترينداد سانشيز ميركديرTrinidad Sanchez Mercader من مواليد 1919 .شاعرة إسبانية، صحفية وكاتبة. استقرت بالمغرب بمدينتي العرائش و تطوان “1940-1956”. أحبت ترينا شخصية المعتمد ابن عباد فأصدرت مجلة تحمل اسمه بالعرائش سنة 1954. ساهمت المجلة في نشر وتشجيع “El hispanismo marroqui” أو الأدب المغربي الناطق بالإسبانية ووصلت إصداراتها لثلاثة وثلاثون عددا.

trinidad

(الصورة لمجلة “المعتمد” لترينا)

ومن انتاجاتها الأدبية نذكر أيضا ديوان”اعتماد” الذي ضم العديد من قصائدها.

هامت ترينا بالمغرب فقالت:

“ميلادي الأول بأليكانتي، الثاني بالعرائش”

وقالت أيضا:

“سيرتي الذاتية يجب أن تحمل عنوان -حكاية مجلة- فلقد شكلت مجلة المعتمد نواة ومنحى حياتي بالمغرب”.

 

قضت بقية حياتها بمدينة غرناطة. لم تنسى تْرِينا البلد الذي قضت به ستة عشر عاما كما لم ينساها المغاربة الذين لمسوا طيبتها.توفيت سنة .1984

من قصائد الشاعرة الإسبانية ترينيداد سانتشيث ميركادير

Trinidad Sanchez Mercader في رثاء المعتمد ابن عباد ترجمة الدكتور الشاعر عبد الله حمادي:

مرثية للمعتمدElegỉa a Motamid

لا أحد يستبين التراب الرحيم الذي يلف جبينك وحزامك

لا أحد يدلنا على مثوى أحلامك أين تنتهي

هجعة أسطورتك الأخيرة

لا أحد يستصرخ السحر من أجل إنقاذ الورد

كي لا يذوي

في غياب حضورك الرائع

لا أحد يتحمل الوقت المكلل بنحيب الغار

المتفجر من الحنين

وحتى لا يكون أحد بقلب متعب قبالة هذه الاستغاثة بك

والتي تدفعنا للمسير نحو الظلال الخصبة

حيث تقيم في حديقتك الساكنة

هنالك حيث العصافير تنمو مفعمة

فوق بقعة أرضية صغيرة

أنت تغمرها

سيكون للضياء المرتعش المقدم السهل

والبهجة القصوى في أحضان ذراعيك الحميميتين

في أحضان الضياء الأكثر توهجا لذراعيك الفارعتين

لت

في أحضان الضياء الأكثر توهجا لذراعيك الفارعتين

لتحضنك في السكينة

إن السكون وحده هو من يقدر على حفظ جمال الكلمات

تأمل كم طرقات قطعنا حتى نصل ونبكي

إن أيادي الأنهار، وأياد عذبة مشرعة

تخرج للقائنا يهزها الطرب

والثنيات القديمات… آه من ثنيات الزياتين المترامية

علها ما تزال تذكر أحزانك المريرة

ونخيلات رشيقات تشرئب من بعيد

ترى هل نحن الأسرى؟؟

إنه ذاك الرحيق المستدام للأراضي الجنوب

ترى هل النسيمات التي ينفثها القلب

لا تزال قادرة على منح القبلات..؟؟

-كتاب “المعتمد، آخر ملوك إشبيلية” Motamid, último rey de Sevilla” لبلاس إنفانتي.

149000_10151532823609763_1195046223_n

بلاس إنفانتي أب الهوية الأندلسية المعاصرة

ألّف بلاس إنفانتي أب القومية الأندلسية والمسكون بشخصية المعتمد كتابا مسرحيا يحمل اسم المعتمد ابن عباد “المعتمد، آخر ملوك إشبيلية” Motamid, último rey de Sevilla”.أشرف على نشره شخصيا سنة 1920.تحت اسم دار النشر”Avante” التي أسسها بغرض نشر الثقافة الشعبية بين الفلاحين. استوحى بلاس انفانتي مضمون الكتاب من قصة المعتمد باعتباره رمزا للحرية و التسامح الديني ورمزاً قوياً للهوية الأندلسية.

الكتاب عبارة عن نص مسرحي وصياغة درامية لمتن تاريخي. يخترق بلاس إنفانتي عصر ملوك الطوائف ليقدم شخصيات أندلسية تتحرك في فضاء مسرحيته خارج حضورها التقليدي والمألوف في الكتب التاريخية.

يستعرض بلاس إنفانتي جزءا من الأحداث التي عايشها المعتمد ابن عباد ابتداءا من “الخطر” المرابطي لغاية سقوط عرشه ونفيه بأغمات. قدم بلاس إنفانتي الأحداث بلغة أدبية ومسرحية أنيقة، تتجاوز اللغة التقريرية التي ألفناها في الكتب التاريخية ، بتعدد الأحداث والشخصيات التي يحددها وجودها الواقعي والمتخيل والتي قُدِمت بحس فني عميق “شخصية المعتمد ابن عباد، اعتماد، الفيلسوف ابن طفيل، الباز الأشهب، ابن عمار…”

أطّربلاس إنفانتي مشاهد قصيرة وسريعة شبيهة بمشاهد السينما والدراما التلفزيونية. كما قدم في بعض أجزاء المسرحية نوعا من ” الهرطقة التاريخية” وذلك بمزج الخيال بالواقع كالحديث عن رغبة المعتمد ابن عباد ترميم المدينة الزهراء و تقديم الطبيب والفيلسوف ابن طفيل كشخصية من زمن ملوك الطوائف.

لعل أهم مايثير انتباه القارئ في المسرحية هو آخر أجزائها المستوحى من زيارة ابن الخطيب لأغمات. يقدم بلاس إنفانتي شخصية خيالية مسكونة بالمعتمد أتت من الأندلس قصد زيارة قبر المعتمد ابن عباد بأغمات بالمغرب.التقى أحد أحفاد المعتمد ابن عباد ويدعى “قدور”رجل فقير يحرس غنم أحد أغنياء المدينة. والذي لم يكن يعلم شيئا عن أجداده الذين حكموا إشبيلية.

جلس الزائر بجوار قبرالمعتمد على ركبتيه في خضوع تام ثم أخد يطوف حول القبر تماما كالشخص الذي يطوف حول الكعبة. مما أثار قلق قاضي مدينة أغمات الذي يقرر تدمير القبر خوف إثارة فتنة دينية فتنتهي آخر مشاهد المسرحية.

سبق لبلاس إنفانتي أن زار المغرب فعليا للبحث عن قبر المعتمد ابن عباد ويقول في ذلك:

قرَّرتُ سنة 1924 أن أستأنف الرحلات التي قام بها آبائنا لفترة إلى ضريح واحد من أهم الأفراد الذين مثَّلوا روح أرضنا، أبو القاسم ابن عباد، الملك الحقيقي لإشبيلية، قرطبة، مالقة ومنطقة “الغرب” البرتغالية. لعل آخر من حجَّ إلى هناك (…) هو ابن الخطيب وزيرسلطان غرناطة في القرن XIV

مرَّت ستة قرون دون أن تبعث أندلوسيا “حنينها” عبر أحد من أبنائها إلى قبر الملك الشاعر الذي توفي بمنفاه البعيد والذي لطالما استدعى ذكرها في أبياته الشعرية المؤلمة.

و بفضل سلسلة من الصدف المتسمة بشيء من الحظ (…) استطعتُ العثور على ضريح الملك وسط دمار مقبرة أغمات (…). رافقني في رحلتي صبي كاتالوني جريء و مقدام، يقطن حاليا بمدينة بورتو. وفي الخامس عشر من سبتمبر حللنا بأغمات(…)

لم نتخد بيننا حرسا، لم نحمل أسلحة، أو حتى بوصلة. تسلحنا فقط بحماسنا وباسم الأندلس الذي كان مُبدِّدا للشُبُهات ، ومسكِّنا لكل غضب.”

 

ويقول المرحوم الكتاني في كتابه انبعاث الإسلام في الأندلس:

 

”في سنة 1920 ، ظهر كتاب -المعتمد ملك إشبيلية الأخير-. وهي قصة مسرحية تاريخية ، عرف إنفانتي عن طريقها بجذور الهوية الأندلسية الإسلامية. ودفع القارئ إلى التعاطف مع الإسلام والإنتماء إلى حضارته ، مما جعل #المعتمد_ابن_عباد موضوع حب وأغاني في إشبيلية إلى يومنا هذا.() تبتدئ المسرحية في -مراعي الفضة -بإشبيلية في يوم سوق من أيام الربيع في النصف الثاني من القرن الحادي عشر ميلادي وتنتهي عند قبر المعتمد ابن عباد في بلدة أغمات بالمغرب في منتصف الرابع عشر ميلادي”.

كما يقول الكاتب الإسباني خوان خوسي طييث:

اختار بلاس إنفانتي نموذج المعتمد ابن عباد، كمحور مرجعي لكل الأندلسيين(…) بالنسبة لإنفانتي كان المعتمد آخر ملك أصْلِي الإنتماء وآخِرمَن مثَّل المواطنة والثقافة المُعاصِرة بجذارة ولمعان”.

-مسرحية أميرة الأندلس:

11096_10151533339184763_344947349_n

مسرحية أميرة الأندلس

 

مسرحية نثرية لأمير الشعراء أحمد شوقي مستوحاة من قصة المعتمد ابن عباد وابنته الأميرة بثينة. وهذا مقتطف منها:

في سجن أغمات حيث يرى ابن عباد بين أمه وزوجه وسائر أولاده وحاشيته، وقد شاعت آية البؤس والتعاسة وجوه الجميع، واليوم يوم عيد، وقد جلس ابن عباد يتلقى تحية العيد وكلهم صامت خاشع.

(…)

الرميكية(للملك): الأميرات بين يديك أيها الملك أتين يهنئك بالعيد.

الملك: يا مرحبا بهن، ولا مرحبا بالعيد ولا أهلا به، عيد ! بأية حال عدت ياعيد! اذهب فأنت على السجين حرام.

الملك (لنفسه):لكن يا بن عباد، بعد هذا الجزع ، وتجلد رحمة بهذه الحمائم الموثقة، ورفقا بهذه الملائكة المسجونة .

الملك (إلى بناته) : العيد يا أخوات بثينة، يوم يجمعنا بأختكن.

(…)

إحدى الأميرات: هون عليك يا أبي فلم يدم في النعيم والبؤس قوم.

الملك: لقد هون الصبر الحوادث عندي يا بنتاه، إلا حادثة أصبح القلب جريحا لا يقوى على حملها.

الأميرة: وماتلك يا أبتي؟

الملك: أختك بثينة واحتجابها الذي طال، وانقطاع الأخبار عن مصيرها.

-أنا المعتمد.

أصدرت دارالنشر El Almendro الإسبانية كتاب” Yo Al Mutamid أنا المعتمد ” (2012). يتناول سيرة المعتمد ابن عباد مع التركيز على بعض الجوانب المثيرة في حياته كخيانة وزيره وأعز أصدقائه ابن عمار وحكاية حبه الأسطورية لاعتماد ونهاية حياته المأساوية في منفاه بأغمات. كما يقدم نبذة عن الحياة السياسية و الثقافية لفترة ملوك الطوائف.

733854_10151530802594763_949852510_n

كتاب” Yo Al Mutamid أنا المعتمد

 

يستحضر الكتاب سيرة المعتمد في عدة أبواب و تحت عناوين مختلفة :

 

” Me llamo Al Mutamid اسمي المعتمد” ،”Itimad اعتماد”، “La batalla de zalacas o sagrajas معركة الزلاقة ” ،” Ibn Amar ابن عمار”…

 

يندرج الكتاب ضمن سلسلة كتب “Conocer Al Andalus ” التي تهتم بسير وجوه أندلسية بارزة. ومن ضمن إصداراتها:

 

“yo averroes أنا ابن رشد ” ، “Yo Abderrahman III أنا عبد الرحمن الثالث” ، ” Yo Ibn Arabi أنا ابن عربي”…

 

-المعتمد ابن عباد في “مخطوطة الأحلام ”

 

“مخطوطة الأحلام El manuscrito de los suenos ” ديوان شعري مستوحى من قصة المعتمد ابن عباد للشاعر الشيلي سيرخيو ماثياس Sergio Macias . الديوان عبارة عن ستة وثلاثون قصيدة ذات موضوع واحد ألا وهو سيرة المعتمد بدءا من لقائه باعتماد الرميكية مرورا بقصة ابن عمار وصولا لنهاية المعتمد الحزينة بمنفاه بأغمات.

“انهزم المعتمد

في معركة ساراخاس.

ترك تجار الحرير

حياكة السّحب

في بساتين الأندلس.

لم تُعَد تُسمع

وشوشات البنفسج

ولا الشّحارير المرتحلة

في قطار الرّيح.

صار عبداً ماشياً إلى المنفى

صحبة الرّميكيّة.

كلّ شيء

أمام شجاعته

انحنى.”

الكتاب عبارة عن صياغة شعرية لمتن “تاريخي”. إلا أنه يُقدِم الشاعر المعتمد ابن عباد كشاد جنسي يترك “حبيبه” ابن عمار من أجل الرميكية. كما يتم التطرق إلى قصة مقتل ابن عمار كنهاية حب مأساوية ناجمة عن حرقة الغيرة.

“تحطّم الغيرة أسوار قلب ابن عمّار، وتحيل ضياء صبحه إلى ليل داج، حينذاك ” يبدي المحبّ مرارته في عزلة تطرز دبق الشّهب “، لذلك لابدّ أن يقول لمليكه كلمة الوداع لأنّ ” حبّ الملك للجارية يتركه ذليلاً مهجوراً مع ألمه العميق “.

تتميز لغة النص باستعمال العديد من الكلمات الإسبانية ذات الأصل العربي”los arabismos” التي تعزز البصمة العربية لقصائد ماثياس : chilaba ، mizmar، asida، el laud ، el rebab ،el almuédano، …

 

5- المعتمد ابن عباد في أعمال فنية .

-المعتمد في دراما مسرحية

603821_10151549978074763_865588056_n

(الصورة لأحد مشاهد المسرحية)

 

أشرف المركز الثقافي لمدينة اشبيلية على تنظيم عروض مسرحية ” المعتمد al mutamid”سنة 1998. وتنتمي المسرحية إلى الدراما التاريخية وقد بنيت أحداثها على فترة حكم ملوك الطوائف. المسرحية من بطولة :

المعتمد: Javier Centeno

اعتماد:Belén Lario de Blas

ابن عمار: Javier Castro

ابن اللبانة: Manolo Rodríguez

ألفونسو السادس: Juan Carlos Fernández

يوسف ابن تاشفين: Fernando Lima

وآخرون.

مدة العرض 100 دقيقة.

النص المُعتَمَد في المسرحية للكاتب المسرحي خوان غارسيا لاروندو Juan Garcia Larrondo. أخد كاتب المسرحية كل الحرية في سرد الأحداث، جمع أحداث متفاوة في حقبة زمنية قصيرة.فلخص فترة حكم المعتمد و الصراعات السياسية التي أطاحت بعرشه. كما استعمل تقنية “الفلاش باك” حيث تبدأ أحداث المسرحية مع زيارة ابن اللبانة للمعتمد في أغمات فيتذكر المعتمد أيام عزه وحكمه ابتداءا من مغامراته رفقة ابن عمارو لقائه بالرميكية إلى الإطاحة بعرشه والعودة من جديد إلى نقطة البداية : أغمات.

تميز النص باقتباس العديد من العبارات والأشعار كقول المعتمد ابن عباد :

 

“لأن أكون راعي جمال في صحراء أفريقية خير من أن أكون راعي خنازير في بيداء قشتالة”.

“prefiero ser mejor camellero en Africa que porquero en Castilla ”

 

واقتباس قصيدة أبو بكر الداني في وصف خروج المعتمد إلى منفاه :

 

نسيت إلا غداة النهر كونهمُ

في المنشآت كأمواتٍ بألحادِ

والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا

من لؤلؤ طافياتٍ فوق أزبادِ

حُطّ القناعُ فلم تسترْ مقنعةٌ

ومُزقتْ أوجهٌ تمزيقَ أبرادِ

حان الوداعُ فضجتْ كل صارخةٍ

وصارخٍ من مفداةٍ ومن فادي

سارتْ سفائنهم والنوحُ يتبعهمْ

كأنها إبلٌ يحدو بها الحادي

 

التي اقتُبِست على النحو التالي:

 

Mi rey Al Mutamid y su familia embarcan ya hacia el destierro … Todo lo he olvidado, menos aquella madrugada junto al Guadalquivir.Las gentes se agolapaban

en las dos orillas, mirando como flotaban aquellas perlas sobra las espumas del rio =.Las virgenes se quitaron los velos para rasgar las caras de congoja.

 

6- المعتمد ابن عباد كاسم موسيقي.

يعتبراسم المعتمد ابن عباد من الأسماء المتداولة في العديد من الإنتاجات الموسيقية العالمية خاصة العربية والإسبانية. ففي الموسيقى العربية تغنت الباحثة الموسيقية المغربية أمينة العلوي بإحدى قصائد المعتمد لزوجته اعتماد. وهي القصيدة التي ألف فيها المعتمد ابن عباد أبياتا يبدأ كل منها بحرف من حروف اسم زوجته (اعتماد) :

أَغائِبَةَ الشَخصِ عَن ناظِري وَحاضِرَةً في صَميمِ الفُؤادِ

عَلَيكِ السَلامُ بِقَدرِ الشُجون وَدَمع الشُؤونِ وَقَدرِ السُهادِ

تملكتِ مِنّي صَعبَ المَرامي وَصادَفتِ ودّي سَهلَ القيادِ

مُراديَ لُقياكِ في كُلِّ حين فَيالَيتَ أَنّي أَعطى مُرادي

أَقيمي عَلى العهدِ ما بَينَنا وَلا تَستَحيلي لِطولِ البِعادِ

دسَستُ اِسمَكِ الحُلوَ في طيّ شِعري وَألّفتُ فيهِ حُروفَ اِعتِمادِ

 

وتعتبر أمينة العلوي من أحد أعلام الموسيقى الأندلسية الغرناطية . درست فقه اللغة الإسبانية واللسانيات العربية في جامعة مدريد وجامعة غرناطة.وبحثت في تاريخ الموسيقى الأندلسية والتراث الأندلسي.

 

أما في الموسيقى الإسبانية فنلاحظ أن الإهتمام باسم المعتمد أكبر وذلك لرنين الإسم وارتباطه الوثيق بما هو رومانسي و تراجيدي في المخيلة الشعبية الإسبانية.

 

تغنَّى باكو إبانييث Paco Ibáñez باسم المعتمد واصفا قلقه ونفسيته الحزينة في آخر أيامه بإشبيلية:

Noche de miedo en Sevilla

vispera de la batalla

En Sevilla, Almutamid

abrio los ojos alba

cuando el sol enrojecia

en la ventana más alta

y ni amarnecer halló

ni arrayan bajo la almohada

()ni del agua en dulce nido

 

ولقد اتجهت انتاجات باكو الموسيقية عموما للتغني بقصائد شعراء إسبانيا وأمريكا اللاتينية وذلك لشغفه بالشعر والأدب.

 

نذكرأيضا كارلوس كانو Carlos Cano الذي اهتم بإحياء التراث الأندلسي في العديد من انتاجاته وتقديمها في قالب سردي يمزج الخيال بالواقع . تغنى كارلوس كانو بالمعتمد مُعتمدا بعض الأبيات الشعرية المستقاة من قصائد ه الشجية التي نظمها بمنفاه بأغمات.كالأبيات التي خاطب فيها المعتمد قيده:

قيدي، أما تعلمني مسلماً … أبيتَ أن تشفق أو ترحما؟

دمي شراب لك واللحم قِد… أكلته، لا تهشم الأعظما

يبصرني فيك أبو هاشم … فينثني القلب وقد هشما

ارحم طفيلاً طائشاً لبه … لم يخش أن يأتيك مسترحما

وارحم أخيات له مثله … جرعتهن السمّ والعلقما

منهن من يفهم شيئاً فقد … خفنا عليه للبكاء العمى

والغير لا يفهم شيئاً فما … يفتح إلا للرضاع فما

 

والتي تغنى كارلوس كانو ببعضها

Cadena mía, ¿no sabes que me he entregado a ti?

¿por qué, entonces, no te enterneces ni te apiadas?

Mi sangre fue tu bebida y ya te comiste mi carne.

No aprietes los huesos

 

ولعل أحدث من تغنى باسم المعتمد Lole Montoya التي وصفت خروجه الحزين من إشبيلية وصفا مسرحيا و ذكرت كيف تأثرت طبيعة مدينة إشبيلية ولبست رداء الحزن لفراقه. لعل كلماتها اقتُبِست من أشعار أبو بكر الداني المعروف بابن اللبانة الذي وصف مشهد خروج المعتمد ابن عباد من اشبيلية إلى منفاه:

 

نسيت إلا غداة النهر كونهمُ

في المنشآت كأمواتٍ بألحادِ

والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا

من لؤلؤ طافياتٍ فوق أزبادِ

حُطّ القناعُ فلم تسترْ مقنعةٌ

ومُزقتْ أوجهٌ تمزيقَ أبرادِ

حان الوداعُ فضجتْ كل صارخةٍ

وصارخٍ من مفداةٍ ومن فادي

سارتْ سفائنهم والنوحُ يتبعهمْ

كأنها إبلٌ يحدو بها الحادي

 

6- المعتمد ابن عباد عنوان لأنشطة ثقافية.

 

يتجرد اسم المعتمد ابن عباد من قيود التاريخ و الماضي فيثبت حضوره في أنشطة ثقافية معاصرة في عدة بلدان . خاصة تلك التي تتعلق باسبانيا ،البرتغال والمغرب.

 

نذكر على سبيل المثال:

– برنامج التعاون الإسباني المغربي “المعتمد

” La cooperacion hispano-marroqui Al Mutamid.

برنامج يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين مجتمعات الدولتين و احترام الإختلاف الثقافي وترسيخ قيم التعاون. أُسِس البرنامج من طرف مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي في نهاية التسعينات. لم يكتسي البرنامج طابعا رسميا إلا في العشر سنوات الأخيرة حيث تم توسيع نشاط تدخله ليشمل مجالات متعلقة بقضايا المجتمع المدني. وقد نظم البرنامج دورة خاصة بالمرأة بمشاركة أزيد من عشرين امرأة من عالم الفن والثقافة والسياسة والاقتصاد من إسبانيا والمغرب.

إن ربط الأسماء والشخصيات التاريخية بالثقافة المعاصرة ظاهرة متجذرة في المجتمعات العالمية وهي لا تقتصر فقط على المعتمد ابن عباد.

-منظمة”اعتماد”

نذكر أيضا منظمة”اعتماد” نسبة لاعتماد الرميكية. وهي منظمة أدبية فنية إسبانية تضم مجموعة من الفنانين الإسبان من مختلف التخصصات (الكتاب والنحاتين والمصورين والرسامين …). تنظم أنشطة ثقافية متنوعة خاصة باشبيلية.

11972_10151538121489763_698984603_n

( الصورة : شعار منظمة اعتماد الفنية الأدبية )

-كتاب “المعتمد”

 

نظم شعراء اشبيلية المعاصرون في الثامن والعشرون من فبراير

2013

زيارة لضريح المعتمد ابن عباد. تأتي الزيارة في إطار الإحتفال ب “يوم إقليم الأندلس”

“El dia de Andalucia. رافق هذه الزيارة ندوة ثقافية عن كتاب “المعتمد” وهو عبارة عن ديوان شعري يقدم أعمال فنية وأدبية ل 28 شاعرا و 28 رساما من بينهم 5 شعراء ورسامين عرب.

el dia de andalu

الصورة لغلاف كتاب المعتمد من رسم الفنان المغربي أحمد بن يسف. يندرج الكتاب ضمن إصدارات Los cuadernos de Roldan)

 

ومن بين المشاركين في هذه التظاهرة الثقافية نذكر:

 

.Serafín Antonio Madrigal Satiago

Jesús Greus Romero de Tejada

Jose María Bedoya Bergua

8-ضريح المعتمد ابن عباد

يعتبر ضريح المعتمد ابن عباد من الرموز التاريخية لمدينة أغمات. شيِد الضريح على الطراز المرابطي سنة 1970.

يلفت انتباه الزائر أشعار المعتمد التي زينت جدران الضريح وأضفت لمسة أدبية تُذكّر الزائر بوجوده أمام شاعر مجيد نظم شعرا في الحرب والفروسية والحب. ورعى شعراء الأندلس في عصر ملوك الطوائف. يقول المستشرق الإسباني غارسيا غوميس:

 

” إذا كان لا بدَّ من تصوير المِحْنة العامة التي شملت الشعر خلال ذلك العصر في صورة شخصٍ واحد من أهله، فليس أوْفق لذلك من المعتمد بن عباد؛ صاحب إشبيلية () لأنَّه كان يمثل الشِّعر من ثلاثة وجوه: أوَّلها: أنَّه كان ينظم شعرًا يُثير الإعجاب، وثانيها: أنَّ حياته كانت شعرًا حيًّا، وثالثها: أنَّه كان راعي شُعراء الأندلس أجمعين، بل شعراء الغرْب الإسلامي كلّه، فإلى بلاطه لجأ شُعراء صقلية وإفريقية”

19443_288659449762_842897_n

ضريح المعتمد ابن عباد

 

من بين الأشعار التي زينت الضريح نذكر القصيدة التي أوصى المعتمد أن تكتب على قبره.

نظم المعتمد قصيدة يرثي فيها نفسه وطلب أن تكتب على قبره …القصيده ذائعه خالده لهذا الملك الذي خلد الدهر ذكراه و تعد من امهات عيون المراثي:

قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغـادي = حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشـلاء ابـن عَبّـادِ

بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمـى إِذِ اِتّصلَـت = بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي

بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا = بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضراغـمِة العـادي

بالدَهر في نِقَم بِالبَحـر فـي نِعَـمٍ = بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النـادي

نَعَم هُوَ الحَـقُّ وَافانـي بِـهِ قَـدَرٌ = مِـنَ السَمـاءِ فَوافانـي لِميـعـادِ

وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعـشِ أَعلَمُـهُ = أَنَّ الجِبال تَهـادى فَـوقَ أَعـوادِ

كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ = رَوّاكَ كُلُّ قَطـوب البَـرق رَعّـادِ

يَبكي أَخـاهُ الَّـذي غَيَّبـتَ وابِلَـهُ = تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِـح غـادي

حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَـلّ مُنهَمِـراً = مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعـادِ

وَلا تَـزالُ صَـلاةُ اللَـهِ دائِـمَـةً = عَلى دَفينـكَ لا تُحصـى بِتعـدادِ

394760_10151458983529763_1800323386_n

و قبر المعتمد من الوجهات التي استقطبت العديد من الكتاب والشعراء والباحثين كالشاعر الأندلسي ابن اللبانة الذي لقبه البعض بشاعر الوفاء وذلك لشدة إخلاصه لأميره المعتمد. والشاعر والكاتب والمؤرخ والسياسي لسان الدين ابن الخطيب و المؤرخ عبد الله عنان أحد أشهر المؤرخين العرب في العصر الحديث و أب الهوية الأندلسية بلاس إنفانتي وكذلك المستشرق الإسباني اميليو غارسيا غوميس Emilio Garcia Gomez الذي كتب مقالة بهذا الصدد تحت عنوان” قبر مفترض للمعتمد ،صاحب اشبيلية، بأغمات Supuesto Sepulcro de Mutamid de Sevilla en Agmat “.

482769_10151469753489763_709552901_n

بلاس إنفانتي أب الهوية الأندلسية المعاصرة على قبر المعتمد

 

كما زارت الشاعرة الإسبانية “ترينيداد سانشيز ميركادير” قبر المعتمد و كتبت مرثية للمعتمد ترجمها الشاعر عبد الله حمادي وأختم ببعض أبياتها :

 

“لا أحد يستبين التراب الرحيم الذي يلف جبينك وحزامك

لا أحد يدلنا على مثوى أحلامك أين تنتهي

هجعة أسطورتك الأخيرة

لا أحد يستصرخ السحر من أجل إنقاذ الورد

كي لا يذوي

في غياب حضورك الرائع(…)”

….

سميرة فخرالدين

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *