ابن باجة

ابن باجة

أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ الملقّب بابن باجة المتوفى سنة 522 هـ او 532 \ هـ 1128م أو 1138م

من أهل سرقسطة وقد عاش فى أيام أحمد بن يوسف بن هود الملقّب بالمستعين أحد ملوك بنى هود المتوفى سنة 503 هـ 1110 م

ويقال انه لقّب بالصائغ لأنه كان يعمل صائغًا فى بداية حياته وهي مهنة عائلته.

وعندما دخل المرابطون سرقسطة إستطاع ابن باجة ان ينال ثقتهم واتخذه عاملهم على سرقسطة أبو بكر إبراهيم بن تيفاويت كاتباً له، واشتهر امره فى ذلك الحين بمعرفه الفلسفة والشعر والموسيقى، وعندما توفى ابن تيفاويت سنة 509 هـ 1116 م أي قبل وقوع البلد فى يد ألفونسو المحارب فى سنة 511 هـ 1118 م، غادر ابن باجة سرقسطة إلى جنوب الأندلس وسكن المرية ثم غرناطة، وقد كانت له هناك ندوات أدبية حدثتنا عنها الكتب، وإمتاز ابن باجة بإنه جمع إلى جانب الفلسفة، علوم الطب، والرياضيات، والفلك، والموسيقى.

شرح ابن باجة مؤلفات أرسطو وشرح ايضاً كتاب الأدوية المفردة لابن وافد وهذه الشروح قد استفاد منها كثيرًا ابن البيطار، وكذلك شرح كتب تاريخ الحيوان وتاريخ النبات، كما ألف ابن باجة كتباً فى الهندسة والرياضة والفلك والمنطق والنفس والعقل الإنساني، وفى كتابه تدبير المتوحد افترض وجود مدينة فاضلة أو كيان سياسي هو المثل الأعلى للدول وفى هذه المدينة المثالية لا تمس الحاجة إلى أي من طوائف الأطباء الثلاث: أطباء البدن لأن الرعايا لا رذائل لهم ومن ثم فهم لا يمرضون، وأطباء العدالة وهم القضاة لأن جميع علاقات المواطنين قائمة على الحب ولا يقع الخلاف بينهم أصلًا، وأطباء النفوس لأن المتوحدين يكونون كاملين ، ويعتبر ابن باجة أولئك المتوحدين وكأنهم نوابت أي نباتات أو نماذج مختارة تعيش وسط المجتمعات الأخرى التى يشوبها النقص وهؤلاء لابد لهم من أن يسترشدوا بقواعد الجمهورية الكاملة حتى لا تمس حاجتهم إلى اي طبيب لأنهم يصيرون إلى شيء يشبه ما يسمى فى مصطلح الصوفية (الغرباء).

ولم يبق لنا من هذا الإنتاج الغزير إلا شرح ابن باجة لمنطق الفارابى “مخطوط بالإسكوريال” وهي رسالة فى ذلك الفن تتجلى فيها شخصيته، ومجموعة أخرى من الرسائل فى الفلسفة والطب والعلوم الطبيعية “مخطوطة فى مكتبتى أوكسفورد وبرلين”

من فلسفته يقول ابن باجة:

كل حي يشارك الجمادات فى أمور، وكل انسان يشارك الحيوان فى أمور، لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية ولا يكون انسانًا إلا بها.

رحل ابن باجة إلى فاس وابتعد عن السياسة بالجملة، وربما بسبب كثرة حساده من أمثال أبي العلا بن زهر الطبيب، وابن خاقان الأديب، وحتى من تلميذه ابن السيد البطليوسي . ويقال انه مات مسموماً فى فاس.

عدّ ابن خلدون ابن باجة من أكبر فلاسفة الإسلام فى الأندلس، وقال عنه ابن الطفيل:

لم يخلق أثقب ذهنًا ولا أصحّ نظرًا ولا أصدق رؤية من أبي بكر الصائغ

 

وفى دراسة قدمها عبد الله حمادي بمناسبة المهرجان الدولي للمألوف بقسنطينة ان ابن باجة كان بارعًا فى تأليف الموسيقى واحدث ثورة فى هذا المجال بإبداعه موسيقى تتناغم مع أذواق الأندلسيين، وهى الموسيقى التى انبثقت عنها الموسيقى الأندلسية التى نعرفها حاليًا.

يقول عبد النور برادو – صحف مسلم من أصل اسباني- أن الإسبان يأكدون ان موسيقى النشيد الوطني الإسباني ما هي إلا نوبة الاستهلال التي ألفها ابن باجة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

تاريخ الفكر الأندلسى انخيل جونثالث ترجمة د. حسين مؤنس

وكالة الأنباء الجزائرية الطبعة الرابعة للمهرجان الدولى للمألوف بقسنطينة

حوار مع عبد النور برادو موقع ويب اسلام

المواضيع ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *