إبريق من البرونز شُكّل على هيئة طائر، ربما كان طاووسًا. يحتفظ هذا الإبريق بنقشين هما عبارة عن توقيعين، أحدهما وهو العلويّ مكتوب بحروف لاتينية “Opvs Salomonis Erat” ترجمه سليمان، أما التوقيع الثاني فقد كتب بالخط الكوفيّ وتمت قراءته من قبل عبد الملك النصرانى.
- توقيع الصانع سليمان والصانع عبد الملك على بدن الإبريق
كلا النقشان يحتل موضعًا بارزًا على الإبريق، ويُستَدل من ذلك أن هناك صانعين قد إشتركا فى صناعة الإبريق، أولهما مستعرب وقّع اسمه بحروف لاتينية والآخر عربي وقّع اسمه بالخط الكوفي، مما يرجّح أن أحدهما كان صانعًا والآخر كان مزخرفًا، أو ربما كان كلاهما شركاء فى مصنع واحد ينتج التحف المعدنية، ويُستدل على ذلك من وجود توقيع لكليهما فى مكان بارز على الإبريق.
أما عن الأسلوب الفنيّ الذى صنع به الفنانان هذا الإبريق فهو يعبر عن مدى ما وصلت إليه صناعة المعادن الأندلسية فى القرنين السادس والسابع الهجريين، الثانى عشر والثالث عشر ميلاديًا، من حيث مراعاة النِسَب أو المنظور العام لجسم الطائر، ويتضح هذا من خلال النسبة بين حجم رجل الطائر وبين البدن، وكذلك من النسبة بين إمتداد الرقبة وسمكها وبين حجم الرأس، إلى جانب التعبير بالحركة بواسطة فتحة المنقار وأصابع الأرجل.
- إبريق من البرونز على شكل طائر
وتشبه هذه التحفة سبعة قطع أخرى، عثُر على واحدة منها في مدينة طُليطلة والأخريات فى مُدن أندلسية مختلفة، وقد جاء هذا التشابه في أشكالها الفنية وكذلك فى أساليبها الزخرفية، مما يثبت أن كلا القطعتين من إنتاج مصنع أو مصدر واحد.
هذه القطعة محفوظة الآن في قسم الآثار الإسلامية في متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس.