أسطورة عندما نسمع هذه الكلمة يتبارد إلى أذهاننا الخرافات أو الحكايات الخارقة للعادة أو اشياء فيما وراء الطبيعة ولكن ما نقصه اليوم هى أساطير إسبانية مستوحاه من فترة تاريخية غيّبت عن الشعب الإسبانى لمئات السنين وأسقطت عمدًا من تاريخهم لفترة طويلة فنسجوا عنها الأساطير والحكايات ألا وهى فترة الحكم الإسلامى للأندلس
- باب العدالة
يوجد باب العدالة فى أحد مداخل قصر الحمراء محفور على هذا الباب يد ومفتاح واللذان تعددت الأساطير حولهما .
تقول إحداها أنه عندما تصل اليد إلى المفتاح سينهار قصر الحمراء وتكون نهاية العالم . وتروى أخرى أن الفارس الذى يستطيع أن يصل بحربته للمفتاح سينال الحمراء كمكافئة .
ولكن تبقى الأسطورة الأكثر تأكيدا وصحة عندما تلمس اليد المفتاح ستعود غرناطة لملاكها الأصلين وهم المسلمون. حيث تعتبر غرناطة جوهرة الأندلس, فهى من أجمل المدن الإسبانية كما أنها مصدر ثرى لكثير من الحكايات والأساطير الغير منتهية.
- صورة توضح اليد الموجودة أعلى باب العدالة
- صورة توضح المفتاح
- نجمة الأمانيات
يوجد فى مسجد قرطبة نجمة صغير يطلق عليها البعض نجمة الأمنيات , هذه النجمة محفورة فى أحد جدران المسجد بالقرب من شارع Torrijos يلمس المارة هذه النجمة ويتمنون أمنية معتقدين أن يمنحهم سحرها الحظ وتتحقق هذه الأمنية .
- الصخرة القوية
فى حوالى عام 1580 عندما ثار المسلمون فى البشرات, لجأت عائلة تنحدر من نسل آخر ملوك بنى أميه إلى أحد الكهوف الموجودة فى صخرة كبيرة تعرف بصخرة القوى أو الصخرة القوية لكونها يحتمى بها الكثيرين .
كان لدى هذه العائلة فتاة جميلة وأغرمت هذه الفتاة بشاب مسيحى, وعندما علم والديها بهذا الأمر قاموا بتوثيقها بأحد جوانب الصخرة إلى أن تتخلى عن حبها لهذا الشاب وتنسى الأمر .
وماتت الفتاة دون أن تتخلى عن حب المحبوب أو تنساه لحظة, و وفقا للأسطورة أنه فى الليالى القمرية عندما يكتمل القمر ويسكن الليل يسمع صوت بكائها ونحيبها عند الصخرة.
- يُقال أن هذا هو المكان
- مقبرة مولاى الحسن
عندما تم عزل مولاى الحسن من قبل ابنه ابو عبد الله, فر هاربا إلى قلعة Mondújara مبتعداً عن الجميع حيث قضى آخر أيامه بصحبة محبوبته ثريا وأبنائه منها .
عاش الملك الكهل حزينا وكان يجلس دائما فى أعلى أبراج القلعة ينظر إلى قمم جبال Xoliar والمعروفه حاليا Sierra Nivada مستمعا إلى حكايات ثريا عن هذه الجبال, وتولدت لديه رغبة فى أن يتم دفنه هناك بعيدا عن البشر بصحبة السماء الواسعة.
وعندما شعر الملك بقرب أجله طلب أن يدفن هناك جيث لا يستطيع أحد أن يعكر سلام روحه. ويقال أن ثريا لبت رغبته وقاموا بدفنه هناك فى أعلى قمم السلسة الجبلية بين الثلوج الغير المنتهية حيث يسود الصمت.
- مشهد يمثل دفن الملك
- جلسة العربى
هناك فى قصر الحمراء وتحديدا من جنات العريف عندما تنظر بعيداً ناحية الجبال المقابلة يوجد تل بعيد محاط بالأطلال والمعروف باسم La silla del moro) ) جلسة العربى وترجع حكاية هذا التل عندما فر آخر ملوك غرناطm ابو عبد الله الصغير من قصر الحمراء باحثا عن ملجأ لم يجد سوى هذا التل حيث جلس ينظر بحزن إلى قصر الحمراء ومنذهذا اليوم عرف هذا التل باسم جلسة العربى نظرا لجلوس أبو عبدالله الصغير هناك .
- قاعة المشور
هى أقدم صالة فى قصر الحمراء كان السلطان يجلس بها داخل غرفة عالية ذات حواجز حيث يستطيع أن يرى ويسمع ما يجرى داخل القاعة دون أن يراه أحد. ومن هنا يستطيع أن يباشر العدالة , وهذا يوحى بأن عصره كان يتميز بنزاهة القضاء والأحكام العادلة. وباب هذه الصالة يحكى قصتها حيث كان يوجد زلاج عليه لافته مكتوب بها ” أدخل وأسال. لا يجب أن نطلب العدالة, ولكن يجب أن نجدها” .
- قاعة بنى سراج
بنى سراج هم أحد نبلاء قصر الحمراء وتحكى الأسطورة أن هذه العائلة كانت على خلاف سياسى مع الزناتين والذين قرروا أن يتخلصوا من خصومهم عن طريق مؤامرة .
قاموا بخلق إشاعة عن وجود علاقة غرامية بين السلطانة ثريا( المفضلة عند الملك) و أحد رجال بنى سراج وذلك لإثارة غيرة السلطان وغضبه, وأخذت الغيرة السلطان وفى أحدى الأحتفالات المقامة فى قاعة بنى سراج أمر بذبح سبعة وثلاثين فارس من بنى سراج ووضع رؤسهم فى منبع المياه الموجود بالقاعة.
تقول الأسطوره أن اللون الأحمر الموجود فى قاع المنبع وفى القناة التى تحمل الماء إلى بهو الأسود هو دماء هذه الفرسان والشاهد على هذه المذبحة .
- منبع المياه الموجود بالقاعة
- سقف قاعة بنى سراج
- بهو الأسود
كان هناك أميرة عربية تسمى زهيرة, كانت جميلة وذكية ورقيقة وكان والدها الملك عكسها تماماً قاسى بارد المشاعر وبخيل . وفى يوم من الأيام ذهبت الأميرة مع والدها فى رحلة إلى بلاد الأندلس, ونزلوا بقصر الحمراء بغرناطة, وكانت الأميرة تغمرها السعادة كونها بغرناطة الساحرة وكأنها تحلم بينما كان والدها الملك فى حالة ضيف وتأفف.
شعرت زهيرة أنها ولدت فى غرناطة وأن بلادها إفريقيا جحيم اذا ما قورنت بغرناطة الساحرة. منعها الملك من الخروج والاختلاط بالعامة, وكانت صُحبتها الوحيدة التعويذة التى تحملها فى رقبتها. واعتادة الأميرة أن تقضى معظم الوقت فى البهو الرائع, وفى يوم من الأيام فاجئها شاب يدعى أرتور وكان قد قفز من فوق السور قائلا لها أنه شاهدها من الخارج وأنه أغرم بها , أصرت الأميرة أن يذهب فورا حتى لا يراه الملك ورجاله الإحدى عشر, وذهب الشاب على أمل العودة مرة أخرى .
وفى اليوم الذى عاد فيه أرتور, رآه الملك وأمر رجاله أن يسجنوه فى أحد الأبراج المحصنة. شعرت الأميرة بالحزن لأجل حبيبها الذى من الممكن أن يموت. ووجدت فى أحدى الغرف يوميات والدها, فكرت فى بادئ الأمر أنه لا يجب أن تقرأها ولكن شئ بداخلها دفعها لقرائتها. وجدت فى أحدى الصفحات المكتوبة عندما كان تبلغ من العمر عام ” لقد قتلت الملك والملكه وبفضل رجالى الإحدى عشر استطعت السيطرة على المملكة وسوف أتبنى الأميرهة زهيرة, أتمنى أن لا تعلم بأمر القوه التى بالتعويذة “.
أجهشت الأميرة بالبكاء ودعت الملك ورجاله الإحدى عشر واجتمعت بهم فى البهو, وسألته عن صحة ما قرات, وأقر الملك فعلته وهو ورجاله , عندئذا تذكرت الأميرة القوة التى تحملها التعويذة وغضبت غضبا كغضب الأسد مما حول الملك والإحدى عشر رجلا إلى أسود من الحجر.
ومنذ ذلك الحين عُرف هذا البهو ببهو الأسود, ومنابعه والتى حولها اثنى عشر أسدا هم الملك ورجاله الإحدى عشر ومنذ أن تم تحويلهم لأسود من الحجر ظلوا هناك وكأنه لم تكن لهم أى هيئة غير ذلك من قبل, وتزوجت زهيرة حبيبها أرتور وعاشوا فى هناء .
ترجمة رهام إبراهيم