الكمال أبو العباس أحمد الشريشي: وهو أحمد بن عبد المؤمن بن موسى بن عيسى بن عبد المؤمن، القيسي، من أهل شريش، ولد بها سنة 577 هجري.
روى عن أبي الحسن بن لبال وأبي بكر بن أزهر وأبي عبد الله بن زرقون وأبي الحسين بن جبير وغيرهم، ارتحل إلى المشرق قبل أن يعود إلى الأندلس ويلازم حلقته. درّس العربية وكتب الشّعر فأجاد، وله مؤلفات أهمّها دون منازع شرحه لمقامات الحريري ومنها شرح الإيضاح للفارسي، والجمل للزجاج، وله في العروض تواليف، وجمع مشاهير قصائد العرب، ومختصر نوادر أبي علي القالي.
قال ابن الأبّار: “لقيته بدار شيخنا أبي الحسنن حريق من بلنسية، قبل توجُهي إلى إشبيلية في سنة ست عشرة وستمائة، وهو إذ ذاك يقرأ عليه شرحه للمقامات، فسمعت عليه بعضه، وأجاز لي سائره مع رواياته وتواليفه، وأخذ عنه أصحابنا، ثم لقيته ثانية مقدمه من مرسية”.
ومن بديع نظمه وهو بمصر يتشوق إلى الشام:
“يا جيرة الشام هل من نحوكم خبر ** فإن قلبي بنار الشوق يستعر
بعدت عنكم فلا والله بعدكم** ما لّذ للعين لا نوم ولا سهر
إذا تذكرت أوقاتاً نأت ومضت** بقربكم كادت الأحشاء تنفطر
كأّنني لم أكن بالنيربين ضحى** والغيم يبكي ومنه يضحك الزهر
والورق تنشد، والأغصان راقصةٌ **والدوح يطرب بالتصفيق والنهر
والسفح أين عشّياتي التي سلفت** لي منه فهي لعمري عندي العمر
سقاك يا سفح سفح الدّمع منهملاً **وقلّ ذاك له إن أعوز المطر”
وله رحمه الله تعالى شروح لمقامات الحريري: كبير، ووسط، وصغير، وفي الكبير من الآداب ما لا كفاء له، وكان رحمه الله تعالى معجباً بالشام. وقال ابن الآبار عندما ذكره: إنّه شرح مقامات الحريري في ثلاث نسخ: كبراها الأدبية، ووسطاها اللغوية، وصغراها المختصرة.
توفّي-رحمه الله- في بلده شريش سنة تسع عشرة وستمائة.
-نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، المقري، ج1
-شرح مقامات الحريري , الشريشي , تحقيق محمد أبي الفضل ابرهيم،(طبعة المكتبة العصرية بيروت 1992 ج1 ص17)
شكرا لكم على تبين هذا الارث الرائع
ونشر هذا العمل النيير الساطع
واظهار هذا العلم الواسع
والأمر لله في ملكه من قبل ومن بعد