هاتفٌ من الأندلس
كتبتها آلاء بهجت الحاجى
نُسّقت هذه الرائعة الأدبية على يد علي الجارم -شاعر و أديب مصري – ضمن أربعة عشر فصلاً، في تسلسل زمني منذ عام 423هـ ، أي أيام حكم أبي الحزم بن جهور لقرطبة عروس المدائن و أم قرى الأندلس و دوحة الأدب و نبراس العلم بين الشرق والغرب.
وتدور قصتها عن الشاعر الأندلسيّ الفذّ ابن زيدون والذي كان متيّماً بعشق ولادة بنت المستكفي بالله آخر الخلفاء الأمويين في القرن 11م، ثم جار عليه الزمن وأودعه ابن جَهوَر غيابات السجون إثر وشاية، فضاع من عمره ما ضاع. ولما صعدت روح ابن جَهوَر إلى بارئها عاد ابن زيدون إلى ما كان له من مجد وعز ومكانة وظل طموحاً لتوحيد الأندلس على ما كانت عليه أيام عبد الرحمن الداخل مُهابة متحدة.
وبعد ان كثر الحساد والوشاة على ابن زيدون علم أنه لن يستقر له حال بقرطبة، فآثر الهجرة واختار اشبيلية التي كان يحكمها بنو عباد، إذ ظن أنهم أقوى ملوك الأندلس حينها ولهم الحق في الاستيلاء على باقي الممالك وتوحيدها تحت راية واحدة، وكان على عهد بولادة بأن تلحق به في اشبيلية لكن أبا الوليد بن جهور حبسها عن ذلك فلا تستطيع عن حبسه فكاكاً.
وبعد أن توفي المعتضد وخلفه ابنه الشاعر”المعتمد”، بدأ ابن زيدون يحضه على توحيد الأندلس ويذكره بعصر المجد القديم أيام الداخل والناصر لدين الله أقوى أمراء الأندلس، حتى تحفز لذلك وجهز جيشاً على رأسه ابن زيدون، والتقى أخيراً ابن زيدون بولّادة بنت المستكفي وهما يبكيان لشدة ولعهما باللقاء، ولكن الشباب كان قد ولى وأغار الدهر على ابن زيدون إذ كان يناهز الثامنة والستين حينها، وعصف اليأس به وأطاح لما رأى أن المعتمد لم يكن ممن يعتمد عليهم في خطيرات الأمور.
تغرق في سردية الرواية وتأمل أن يطول العهد بها ولكنك سرعان ما تستمع إلى أشعار ابن زيدون التي عطر بها المؤلف روايته حتى تتمنى أن تظل على نافذة الحب هذه أبد الدهر.. تطلعك سطور الرواية على ربيع قرطبة و حدائقها التي يسميها القرطبيون بالمُنى، تطلعك على زهدها وعلمها وكتبها وبالمقابل على لهو خلفائها وكثير من أهلها وعبثهم وغفلتهم، تصور لك حقد الإسبان على العرب والجواسيس والخونة من داخل الدولة وخارجها، ووجوه كثيرة تود لو تعيد غابر المجد.
يأتيك هاتف من الأندلس يتضرع مرسله لترد عليه أو تسمعه على الأقل أو ربما تقرأه على سطورها، إنه هاتف مظلومٍ استنجد لأمة ضاعت أمجادها و ذاقت تغريبة أمرّ من العلقم.. لا تكن قاسياً، واقرأ لهاتف هتف من الأندلس..
تحميل الكتاب من هنا
الموضوع الشخصيات